ضیف وحوار ، کریم یونس ، 05-11-1401

Alalam 1 views

ضیف وحوار ، کریم یونس ، 05-11-1401

 

 

محذراً من الوحش القادم.. قصة اسير قضى 40 عاماً بالسجون الاسرائيلية

  •  

اكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الاسير المحرر كريم يونس الذي قضى اكثر من 40 عاماً داخل المعتقلات الاسرائيلية، انه تم اختطافه من قلب جامعة بن غوريون في بئر السبع عام ، حيث كان يدرس الهندسة الميكانيكية.

خاص بالعالم

وقال الاسير يونس في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار" تحت عنوان "40 عاماً من الاسر قصة صمود وانتصار على المحتل الاسرائيلي": ان احد افراد الجامعة برفقة مجموعة مجهولي الهوية نادوا عليه بهدوء من المختبر الذي كان يعمل به صباحاً، لكن حينما استفردوا به وجهوا اليه تهمة الانتماء الى تنظيم فتح المعادي للاحتلال واقتيد الى مركز للشرطة الاسرائيلية.

واوضح يونس، انه قال لهم من الممكن قد اخطأوا بالرقم، لكنهم رفعوا اليه البطاقة وابلغوه انه قد اصبح معتقلاً، واشار الى ان رأى رجال المخابرات كثُر اندسوا بين الطلاب بملابس مدنية قد احاطوا به واقتادوه الى محطة الشرطة في بئر السبع، وبقى هناك الى نصف الليل، ثم تم نقله بعدها الى العفولي، وهناك تم تمديد اعتقاله، ومن ثم الى سجن نابلس القديم، حيث كان يتواجد مركز تحقيق للشباب، رغم انه كان يحمل الهوية الاسرائيلية، وهناك تم التحقيق معه في البداية واستمر لمدة 20 يوماً او اكثر.

واضاف يونس، تم تمديد اعتقاله مرة اخرى دون ان يستمع اليه احد حتى القاضي العسكري له ولا لكلمة واحدة، وبعدها باسبوع تم نقله الى مركز تحقيق جنمة ولاحظ فيه هناك عدد من المعتقلين من ابناء بلده، لكنه لم يتمكن من الالتقاء بهم الا قليلاً جداً.

محاكمة عسكرية

واكد الاسير يونس يقول: انه تم تقديم لائحة اتهام بعد مشاوير التحقيق له ولماهر زميله وتم نقلهما الى مركز تحقيق في الرملة من اجل استمرار الاجراءات القانونية لانتهاء المحاكمة، مشيراً الى ان محاكمته استمرت لمدة سنة، حوكم بعدها في محكمة اللّد العسكرية والتي حكمت عليهما بالاعدام في البداية في اواخر عام 1983، وبعدها بثمانية اشهر استبدل الحكم بالمؤبد مدى الحياة، بعد تطوع بعض المحامين يعملون في منظمات حقوقية انسانية، رغم انه كانت هناك مظاهرات ومظاهرات مضادة تطالب بتنفيذ الحكم، معتبراً ان تنفيذ حكم الاعدام كان يقتضي مصادقة قائد الاركان او وزير الحرب في حينه كان موشي ارينز، الذي رفض "وقال لدينا اسرى عند منظمة التحرير الفلسطينية ولا نستطيع اعدامهم، لانه سيعدم كل اسرانا لدى المنظمة".

تحديد المؤبد بمدد طويلة

وقال يونس: انه في اواخر عام 2012، جاءت اليهم مديرتهم في قسم وزارة العدل في حكومة الكيان، وابلغتهم ان هناك نية بتحديد مؤبداتهم، خاصة الاشخاص الذين حوكموا في محكمة اللّد العسكرية بذريعة ان هذه المحكمة لم تعد قائمة وتم اغلاقها، ونقلت ملفاتهم الى وزارة العدل الاسرائيلية، وقالت لهم انها وفقاً للقانون بصدد تحديد مؤبداتهم وعليهم تقديم طلب، مشيراً الى انه وزملائه رفضوا تقديم الطلبات، لكن المسؤولة قالت انها عبر احد المحامين تم تحديد مؤبدات 10 من المعتقلين فقط، ومنهم هو الذي تم تحديد مؤبده الى 40 عاماً وغيره 35 عاماً واخرين ما بين 45 و50 عاماً، ليتم بعدها تحديد تاريخ الافراج، مؤكداً انه لم يتوقع احد ان يصل الى النهاية بمعنى ان يقضيها من الجلد الى الجلد.

ماذا جرى خلال تنقله على أكثر من معتقل خلال 40 عاماً؟

وقال الاسير كريم يونس انه تم نقله على كافة السجون بحيث لا يوجد سجن في كيان الاحتلال إلا وتم وضعه فيه، وفي بداية الاعتقال تم ابعاده الى سجن عسقلان باعتباره ثاني اسير فلسطيني من داخل الاراضي المحتلة يتم تبعيده الى هذا السجن، حيث يقبع فيه اسرى الدوريات من ياتون من الخارج للقيام بعمليات فدائية، عن طريق لبنان، او الحدود او عن طريق البحر، ومعظمهم الاسرى المتواجدين في سجن عسقلان كانوا من قطاع غزة.

صفقة تبادل الاسرى

وتابع الاسير يونس قائلاً، إن اول تبادل اسرى حضر فيه عام 1985 حيث تمت اكبر عملية تبادل اسرى بتاريخ الثورة الفلسطينية، والاحتلال كان يضغط من اجل الافراج عن الاسرى الاسرائيليين، لكن ابو عمار (ياسر عرفات) اصر على ان تكون هناك عملية تبادل للاسرى ونجح في اغلاق معسكر انصار واحد واطلاق سراح 100 اسير من سجون الداخل الاسرائيلي، حيث يقبع فيه من اقدم الاسرى واصحاب العمليات النوعية امثال فوزر النمر، ويوسف ابو الخير، لكن تم اطلاق سراحهم، بشرط الخروج من الاراضي الفلسطينية وتم تسفيرهم الى جنيف ومن هناك الى تونس والجزائر والى آخره.

الصفقات بعد عام 1985

واوضح يونس، إن صفقة 85 كانت تكملة لصفقة جاءت بعد اكمال مفاوضات صفقة 83، حيث كانت منظمة التحرير تفاوض وكانت تريد تحرير 1200 اسير فلسطيني وفق اولويات الاقدمية والاحكام العالية، مشيراً الى ان صفقة 85 تميّزت بانها نجحت بتحرير 150 الف اسير من بينهم 579 محكوم بالمؤبد و760 رجعوا الى الاراضي الفلسطينية و194 ذهبوا الى اراضي عام 48 والباقين سافروا الى الخارج، معتبراً ان ما يميز هذه الصفقة انه كان يحق للاسير وبموافقة الصليب الاحمر تخييره بانه يريد ان يتحرر بدون اي ضغوطات خارجية.

شموله بصفقة 85 ولكن..

واضاف يونس، إن صفقة عام 85 لتبادل الاسرى شملته وقام بتوقيع الاوراق وكافة الاجراءات وحتى انه مكث 20 يوما مع من تم الافراج عنهم ولكن في اللحظة الاخيرة كما هو معروف عن كيان الاحتلال تنصله عن قرار افراجه.

واكد يونس، كان من المقرر في صفقة تبادل الاسرى عام 85 ان يتم تحريري انا وماهر لكن الشاباك اصر على عدم تحريرنا ونجح، وفي ذلك الوقت صرح ما يسمى بوزير العدل تماهيه بانه نجح في عدم الافراج عن ثلاثة اسرى خطيرين جدا.

واستطرد يونس، ان من بعد عام 85 حصلت افراجات وصفقات تبادل للاسرى، منها بعد اتفاقية اوسلو حيث شملت تحرير15 الف اسير، ولكن لم يطلق سراح من قاموا بعمليات نوعية ضد الاحتلال الاسرائيلي.

وبين يونس، بان اتفاقية اوسلو لم يتم ذكر الاسرى وعندما قلنا اين موضع الاسرى من هذه الاتفاقية قالوا تحصيل حاصل، لانه عندما تكون هناك اتفاقية سلام فمن البديهي ان يتم تحرير الاسرى.

تقصير المفاوض الفلسطيني خلال ابرام الاتفاقيات

واكد يونس، انه لاشك لو كان هناك اتفاقاً مسبقاً محكماً لما كان هناك كل هذه المماطلة والتنصل من الجانب الاسرائيلي في صفقة تبادل الاسرى، مشيراً الى ان الجانب الفلسطيني حاول تصحيح هذا الخلل في اتفاقيات القاهرة التي تم خلالها اطلاق سراح 500 اسير في عام 1994 كأول دفعة، في اللحظة الذي وقع فيها ابو عمار على الاتفاقية برفقة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ورئيس وزراء اسرائيل اسحاق رابين، مشيراً الى ان المدير كان واقفاً يتفرج عليهم حينما اعطاه ورقة تضم اسماء المحررين، وتلاها ثاني يوم وثالث يوم، حيث اطلق سراح آلاف الاسرى.

واشار يونس، الى ان نبيل شعث جاء اليهم وعبروا له عن عدم رضاهم من الاتفاقية لان معاييرها كانت غير واضحة جداً، واضاف قائلا: للاسف شعرنا بان المفاوض الفلسطيني يتعامل مع الاسرى كارقام ويريد عدد اكبر من الاسرى ولم يتعامل مع النوعية او الاقدمية او وفق معايير يمكن ان تكون وطنية اكثر.

نتنياهو ينكث اتفاقيات اطلاق سراح الاسرى باستمرار

واوضح يونس، انه حينما استفسروا حول هذا الموضوع قيل لهم انه سيتم الافراج عن الجميع لان امنستي سيصبح جنرالاً ويصدر بعد خمس سنوات عفواً عاماً اي في عام 1995، مشيراً الى انه لم يحدث هذا الامر وتأثر منه، لانه لم يصل الى 95 بعدما حدث نكث لكل الاتفاقيات، وتغيرت حكومة رابين وجاء بعده نتنياهو الذي كان ضد الاتفاقيات، ولكن رغم ذلك نجح الرئيس الفلسطيني ابو عمار الى جلبه الى الركب والاستمرار باتفاقيات اوسلو وعقد معه اتفاقية "واي ريفر" التي كانت صفقة جيدة للاسرى، لكن ايضاً نتنياهو نكث العهد بها ولم يتم الافراج عن الاسرى الذين كان يجب ان يتم اطلاق سراحهم كما تم الاتفاق عليهم بالاستفادة من الاتفاقيات السابقة.

وقال يونس، ان المشرف على قضية الاسرى وعلى اتفاقية واي ريفر كان هشام عبدالرازق والرئيس الفلسطيني الحالي ابو مازن، هما كانا مسؤولي المفاوضات، واشرفوا على اتفاقية الاسرى والتي كانت جيدة، لكن للاسف بسبب غض الطرف من قبل الرئيس الامريكي بيل كلينتون آنذاك، نكث نتنياهو بالاتفاقية ولم يطلق سراح الاسماء التي اتفق عليها وهم كثيرون وفقاً للمعايير التي تم الاتفاق عليها.

واكد يونس، ان جزء من الاسرى الفلسطينيين اطلق سراحهم خلال اتفاقية جنيف او اتفاقية باريس، كما تم اطلاق سراح جزء كبير من الاسرى في اتفاقية شرم الشيخ، لكن الاسير الذي قام بعملية نوعية وادت الى مقتل الكثير من الاسرائيليين تم التحفظ عليه، ورغم ذلك فان 15 الف اسير قد تم تحريرهم عام 2000 وبقي منهم ثمانمئة فقط.

صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله

وبين يونس بان كيان المحتل اطلق حوالي 100 اسير لبناني من السجون الاسرائيلية خلال صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله.

وقال ان السجن قد عزز انتمائه كفلسطيني وانه فخور بانتمائه للشعب الفلسطيني الذي يقاوم منذ اكثر من مئة عام، معتبراً ان القضية الفلسطينية فريدة من نوعها وعدوها فريد من نوعه، وايضا جميع الاطراف فريدة من نوعها، بمعنى ان الاحتلال والحركة الصهيونية هي عدو فريدة من نوعها.

لن نرفع الراية البيضاء

واضاف يونس، نقول انه رغم ان القضية الفلسطينية فريدة من نوعها وصراع فريد من نوعه، الا ان الشعب الفلسطيني عظيم وسيبقى يقاوم بكل الوسائل المتاحة وفقاً للظروف، واليوم 7 ملايين ونصف فلسطيني من النهر الى البحر لم يرفع الراية البيضاء، لانه مصر على ان يحقق تطلعاته ويرفض ان يكون مواطنا من الدرجة السابعة والعبيد عند الصهاينة، لانه صاحب الارض والسكان الاصليين وفلسطين لهم وليست للصهاينة وهم الدخلاء.

الصمود في القدس استراتيجي

واوضح يونس، ان هناك دائما وسيلة المناسبة في تلك الفترة لمقاومة المحتل وان الشعب الفلسطيني خلاّق ومبدع في نضاله، وهذا ما نراه اليوم خلال عمليتي القدس المحتلة، مشيراً الى ان كل فلسطيني في كل اماكن تواجده يناضل من اجل العودة لفلسطين وتحقيق الدولة الفلسطينية وانجازها على الارض كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

واشاد يونس باهالي القدس وسدنة الاقصى والمقدسات، وقال انه يحيي صمودهم امام الملاحقات اليومية والاعتقالات حيث يصل العدد الى 300 شخص يومياً، ومعاناة الاطفال، مؤكدا ان الاحتلال يستهدف القدس ويعمل على تهويدها والمحاولة على تركيعها لان الصهاينة يدركون ان خسارة الفلسطينيين في القدس هي خسارة لفلسطين، معتبراً ان صمود الفلسطينيين في القدس هو صمود لكل فلسطيني الذي يقف خلف المتراس الاول امام قوات العدو، وشدد على ان القدس ستحسم الامور، لانهم اذا خسروا القدس فسيخسروا كل فلسطين.

الشعور بالاسى على الاسرى غير المحررين

ولفت يونس انه ودّع الاسرى بعدما قضى معهم ثلثي عمره وبعدما انتهت مدة محكوميته، وقلبه يعتصر الماً عليهم خاصة وان بعضهم قد تجاوزوالثلاثة عقود في الاسر، في ظل عدم وجود اي امل في الافق، وشعر بان قضية الاسرى ينالها التقصير واخفاق عظيم بان يصل الاسير الفلسطيني الى 40 عاماً معتقلاً في السجون الاسرائيلية، وانتقد كافة الفصائل التي تلوح بالمقاومة وبالاسر وتتوعد بصفقة قريبة جداً والانتظار للصفقة القادمة والى اخره.

وتساءل يونس، الى متى سيبقى هؤلاء الاسرى الى امد غير معروف، يمشون ويحملون جثثهم على اكتافهم والموت يمشي معهم. وقال ان مسألة تأخير الافراج عن الاسرى قد عانى منها بشكل كبير، ورغم ذلك فان الاسرى يقولون انهم مستعدون ان يقضوا 40 عاماً، فقط ان يحدد لهم تاريخ الافراج عنهم.

التصدي للوحش بن غفير

وحذر يونس من ان الاسرى يواجهون اليوم خطراً داهماً خاصة من بن غفير الثور الهائج الذي يهدد قبل ان يستلم منصبه ويدخل مكتبه بالاسرى ويريد ان يعيدهم الى السنوات السبعين، لكنه اكد انه رغم ذلك فان الاسرى قادرين بصمودهم بوحدتهم اليوم تحت راية لجنة الطوارئ العليا الممثلة لكل الفصائل الفلسطينية، التصدي لهذا الوحش ولن يتنازلوا قيد انمة عن اي انجاز، لكنهم بحاجة الى مساندة شعبية لدعم نضالهم كي يحولوا معركة نكون او لا نكون لمعركة تحرر، مشدداً على ان هذه المعركة قادمة لا محالة.

.

تصنيف :

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دليلية :

 

 

 

 

 

Add Comments