مجتبی أماني
السفیر الإيراني في لبنان يكشف مستجدات العلاقات بين بيروت وطهران
أكد مجتبی أماني، سفیر الجمهوریة الإسلامیة الإيرانية في لبنان، أن إیران سبّاقة في الإعلان عن مجالات التعاون من قِبَلِها وتسعی في هذا المضمار إلی أن یکونَ مستوی العلاقات الحکومیة جیّدة بین البلدین.
العالم – ضيف وحوار
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجرتها قناة العالم مع السفير مجتبى أماني في برنامج "ضيف وحوار":
العالم: نريد أن نركز على العلاقة بين لبنان وبين إيران، على أي أسس تقوم هذه العلاقة التي تثير الكثير من التساؤلات في الداخل وفي الخارج؟
السفير أماني: أتقدّم بالشکر منکم ومن قناة العالم لمنحي هذه الفرصة، العلاقات بین الجمهوریة الإسلامیة في ایران ولبنان علاقات قدیمة جدّاً، فقبل الثورة الإسلامیة وبعدها کانت لایران علاقة خاصّة بلبنان. فیما یخصّ مرحلة مابعد الثورة الإسلامیة وبسبب أطماع الکیان الصهیوني والموقف المعروف والمحدّد للجمهوریة الإسلامیة في ایران المتمثّل في دعم ومساندة مظلومي العالم والمدوّن في دستور البلاد، اتّخذت ایران موقفاً خاصّاً بموضوع الظلم الذي فرضه الصهاینة على الشعب اللبناني.
وقد اتّضح أنّ ایران ترید تقویة لبنان في مواجهة هذا الظلم لهذا فقد تبلورت صلاتٌ وعلاقات خاصّة بین ایران ولبنان خلال فترة جمیع الحکومات المتلاحقة في لبنان وقد سُمّیت بإسم المقاومة واستمرّت علی هذا المنوال، ولأنّ هذا الموضوع کان مطلباً شعبیاً فقد کانت الحکومات المتعاقبة في بیروت دائماً تسانده وتدعمه. حسناً، کان هناك رؤساء جمهوریات ورؤساء حکومات مختلفین طوال هذه الفترة الطویلة من العلاقات بین البلدین، إلا أنّ علاقاتنا لم تتأثّر جذریاً بسبب هذه التغییرات.
صحیح أنّه جرت تغییرات بسیطة في هذا المجال، ولکن کانت ایران سبّاقة في الإعلان عن مجالات التعاون من قِبَلِها وکانت تسعی في هذا المضمار إلی أن یکونَ مستوی العلاقات الحکومیة جیّدة بین البلدین. طوال هذه الفترة حصل تعاونٌ ملحوظ بین البلدین، ولکن لعواملَ مختلفة منها وضع الحکومة في الهیکل السیاسي لهذا البلد، لم تکن الحکومةُ قویّة إلی الحدّ المطلوب.
ولهذا السبب فأنّ علاقاتنا علی الصعیدین الإقتصادي والثقافي والتي کانت نُصبَ أعیینِنا لم تترسّخ، بینما علاقاتُنا السیاسیة کانت ولاتزال جیّدة بحمدالله، ولکن من وجهة نظري الشخصیة وبسبب التدخلات والضغوطِ الخارجیة فأنّ البعد الإقتصادي والرغبةَ في الوصول إلی علاقات متبادلة جیّدة لم یَظهرا إلی الوجود، و نتمنّی أن یحدث هذا الأمر في المستقبل بإذن الله.
العالم: تحدثتم عن هذه العلاقة التاريخية والودية بين لبنان وايران منذ الاحتلال الاسرائيلي حتى الآن حتى ما قبل الثورة الاسلامية في ايران ولكن هذه العلاقات كما أشرتم بوجود مجال للمبادرات والمساعدات للبنان خاصة في أزمته الحالية حيث توجد مشكلة لم تستطع ايران أن تنفذ هذه المبادرات بالمساعدةى الاقتصادية للبنان ماذا كان المانع وهل الحكومة اللبنانية هي التي كانت المانع أم لا أي هل كانت هنالك ضغوط ومسائل أخرى؟
السفير أماني: سوف أذکر للمشاهدین الأعزّاء عدداً من الأمثلة التي رغبت ایران في تنفيذها في المجال الإقتصادي. لاحظ معي، خلال الموضوع الأخیر الذي أطلقه سیّد حسن نصر الله، بعد أن أشار إلیه السیّد جبران باسیل، والذي قال فیه " إذا رغبتِ الحکومة اللبنانیة فأنّني سوف أطلب وقودا من ایران".
حسناً، في حقیقة الأمر فأنّ هذا الکلام کان عبارة عن استعداد شخصی، وبعد هذا الموقف توجّهتُ للقاء السیّد نجیب میقاتي رئیس وزراء لبنان المحترم والذي اطمأنّ إلی أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران لدیها الإستعداد الکامل في أن تنفذ الخطوة التي أعلنها سیّد حسن نصر الله. من جانبنا، قمنا باتّخاذ خطوات.
کما أنّ وفداً من وزارة الطاقة في لبنان توجّه إلی ایران وتمّ الاتفاق علی تفاصیل العملیة سواء الحجم والکمّیة ونوع الوقود، ناقشَ الخبراء جمیع التفاصیل وقد توصّلنا إلی آلیة محدّدة، ولکن بسبب التدخلات والضغوظ الخارجیة وتخویفِ الحکومة اللبنانیة من العقوبات الإقتصادیة، کان الإتفاق ولایزال یتأخّر أو یؤجّل.
ولکن في نهایة المطاف، کان لدی الحکومة اللبنانیة والسیّد نجیب میقاتي الشجاعةُ اللازمة لإرسال وفد إلی طهران و قام بإعداد الخطوات الإبتدائیة. توصّل الطرفان إلی مذکرةِ تفاهم. حسناً، قام الأمریکیون بمنع الحکومة اللبنانیة وتخویفِها بل وهدّدوها بعدمِ القیام بهذا العمل وذلك بذریعةِ تَعارُضِ هذا العمل مع القوانین المرتبطة بالحظر الإقتصادي الأمریکي ضدّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران.
أنتم تعلمون أنّ هناك الکثیرَ من القری والبلدات التي تَفتقد لوجود الطاقة الکهربائیة فیها، ناهیك عن وجود الطاقة الکهربائیة من القطاع الخاص أیضاً والسببُ أنّ هذه القری والبلدات متناثرةٌ ومتباعدة. حسناً، کان بإمکان الطاقة الکهربائیة الحکومیة أن تُقدّم مساعدة کبیرة في هذا المجال. منع الأمریکیون الحکومة اللبنانیة من المضي قدماً في هذا المجال التعاوني، ولاحقاً قُدّمت إقتراحاتٌ للأمریکیین حیث قیل لهم لو أنّکم أنتم أصدقاءٌ للبنان وتدعمون الحکومة اللبنانیة کما تدّعون أنّکم من مساندي الشعب اللبناني.
بکلماتٍ أخری، کان من الممکن بعد التوقیعِ علی مذکّرةِ التفاهم أن یتدفّق الوقود علی محطات الطاقة اللبنانیة خلال اسبوع، ولکن بسبب تعنّتِ الأمریکیین لم یتبلور هذا العمل، شخصیاً أعتقد أنّ الحکومة اللبنانیة کان لدیها النیّةُ للقیام بعمل ما.
کما أنّ السفارةَ الایرانیة في بیروت وحکومةَ الجمهوریة الإسلامیة في ایران أبرزتا تعاوناً واضحاً، لکنّنا وکما جرت العادة کنّا ولانَزالُ نواجه مثلَ هذه الأعمال من الأمریکیین في المنطقة. شخصیاً أعتقد أنّه کان علی الحکومة اللبنانیة أن تُبديَ شجاعة أکثر، ولکن علی أیّة حال، کلّ دولةٍ لها إستقلالُها في قبول ورفض أيّ مشروع، نحن بدورنا تقدمنا بهذا الإقتراح، ولو حَدَث وأن تمّ تقدیمُ إقتراح آخر فَوَفقاً للقاعدة المتَّبعة فهذا الإقتراح الجدیدُ لدیه آلیتُه الخاصّة به ویجب الإتّفاق علیه. علی كل حال، ذاك الملفُّ فُتِح وتمّ التأکیدُ علیه وتابعناه بشکلٍ دؤوب إلا أنّه لم یصل إلی أيّ نتیجة.
العالم : من المعلوم ان الولايات المتحدة الأمريكية تفرض حصارا على لبنان ولا تريد خرق هذا الحصار لا من إيران ولا من أي دولة أخرى، لا تريد أي دولة تساعد الشعب اللبناني في هذه الأزمة لانها تفرض الحصار ولكن هناك شيء آخر ، لماذا تريد أن تمنع إيران من أن تقوم بعلاقة جيدة مع الدولة اللبنانية والرابطة اللبنانية الايرانية لماذا تسعى الولايات المتحدة دائما الى ضربها ما المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة من ذلك؟
السفير أماني: أعتقد أنّ هذا الموضوع من المواضیع المطروحة في السابق ولاتزال. یَنصَبُّ سعي الأمریکیین علی ألا توجَدَ دول قویّة مجاورةٌ للکیان الصهیوني . ما کان متوقّعاً بعد توقیع مصر علی اتفاقیة کامب دیفید أن تتحول البلاد إلی قوّة إقتصادیة وقوّة عسکریة بل إلی أقوی دولة في المنطقة.
شخصیاً أعتقد أنّ أنور السادات کان یتوقّع الحصولَ علی حقوقِه عبر إتفاقیة کامب دیفید ویحرّرَ أراضیَه ویُصبِحَ القوّةَ الفعلیة في المنطقة من خلال المساعدات التي یحصل علیها من أمریکا، لکن بعد مضي خمسٍ وأربعین سنة من تلك الإتفاقیة یلاحِظُ الجمیعُ أنّ الدولة التي سارت مع الأمریکیین جنباً إلی جنب وساعدتهم في المسائل الإقلیمیة لم يُقدّموا لها شیئاً ملموساً فیما یخصّ إقتصاد مصر، فالحالة الإقتصادیة لمصر أسوأ بکثیر من الوضع الإقتصادي في ایران.
بکلماتٍ أخری لو نظرتم إلی إقتصاد ایران وهي تحت الحصار الإقتصادي منذ عقود لوجدتُم أنّه لیس في أفضل حال، أمّا إذا نظرتم إلی دخل الفرد في مصر لوجدتم أنّه أقلُّ بکثیر من دخل الفرد في ایران، بالرغم من أنّ المصریینَ یتمتّعون بإمکانیاتٍ کبیرة ومتنوّعة من أجل أن یَضَعوا الأساسَ لإقتصادٍ قويٍّ وفعّال. من وجهة نظري الشخصیة، کان الأمریکیون بصددِ القیام بنفس الشئ مع لبنان، فهُم یمنعون أيَّ عاملٍ یساهم في تقویةِ هذه الدول سواءٌ من خلال إتفاقیات ما يسمّی بالسلام أو بواسطةِ العَداء المعروف عنهم.
العالم : في هذا الاطار يمكن القول بأن أي دولة تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والضغوط والحصار الأمريكي هي التي تكسب ومن تخضع للولايات المتحدة الأمريكية تخسر؟
السفير أماني: على الاقل لا تكسب.
العالم : في لبنان أزمات كثيرة ونريد أن نفهم نظرة الجمهورية الاسلامية فيما يتعلق بهذه الأزمات خاصة مسألة رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس للجمهورية، خاصة نسمع في لبنان الكثير ممن يقول بأن إيران تتدخل في هذا الموضوع وهذا هو السبب الذي يمنع انتخاب رئيس جمهورية في لبنان فهم يحمّلون ايران ويحمّلون حزب الله والقوى الموالية لايران او التي تدعمها ايران في لبنا، ما هي نظرتكم في موضوع انتخابات رئيس الجمهورية اليوم كيف يمكن تفسيرها؟
السفير أماني: وفقاً لوجهةِ نظريَ الشخصیة، أعتقد بوجودِ مشکلةٍ عقلیة في لبنان، بحیث أنّ بعض المجموعاتِ والتیّارات في هذا البلد تعتقد بأنّ هذا العمل لن یتحقق من دون تدخل من الخارج. هذه مشکلةٌ عقلیة، أعتقد شخصیاً أنّه یجب إصلاحُ هذا النمطِ من التفکیر.
أمّا فیما یخص النقطة الثانیة فتتمثل في وجودِ قویً وطنیة جدّاً تسعی لحصولِ لبنان علی موقعٍ متمیّز في المنطقة وفي العالم. هذه القوی موجودةٌ وکلُّ آمالها ورغباتِها تتلخص في أن یتحقق هذا الحُلْم. حسناً، لیجلسِ الجمیعُ ویتّخذوا القرارات المناسبة، فالجمهوریة الإسلامیة في ایران منذ البدایة، إلی جانبِ تصریحاتِ مختلفِ المسؤولین الذین یشاهدون الوقائعَ علی الأرض، یعترفون جمیعاً بأنّ ایران لم تتدخل علی الإطلاق في موضوع إنتخاب رئیس جمهوریة لبنان.
بالطبع، ردّاً علی اولئك الذین یَکیلون التهمَ لنا بالتدخّل في الشؤون الداخلیة للبنان، نقول لهم أنتم في اللحظة التي تتهموننا بالتدخّل تدّعون أیضاً أنّ حزب الله أو المقاومة بشکلٍ عام هُم مِن صنع ایران، حسناً، لو افتَرَضْنا أنّ الکلامَ الثاني صحیح إذاً فالکلامُ الأوّل لا معنی له، فهؤلاءِ إذا کانوا من صنع ایران فهُم جزءٌ من القوی اللبنانیة .
علی أیّة حال ماتطرحونه وفقاً لأيِّ منطقٍ یتم اِثباتُه، ولو کنتم تبحثون عن مواضیع أخری علی الأرض فلن تجدوا شیئاً یخصّ تدخلَ ایران في الشأن الداخلي اللبناني. ولکن من ناحیةٍ أخری، حینما تجتمع خمسُ دولٍ کي تُقرّر موضوعَ إنتخاب رئیس الجمهوریة اللبنانیة.
من وجهة نظري الشخصیة لو أرادت هذه الدول إتّخاذَ قرارٍ ما علینا أن نقبل علی أقلِّ تقدیر بأنّ المجتمعین علیهم أن یتحدّثوا مع الآخرین أیضاً کونُهم من القوی اللبنانیة ویسألونَهم عن الشخص الذي یفضلونه کرئیسٍ للجمهوریة، وأن تأتيَ هذه الدول وتَمُدَّ یدَ المساعدة کي تصل القوی اللبنانیة إلی الشخص المفضّل لدیها، ولیس العکس حیث تَجتمع الدول الخمس وتطرح إسمَ شخص خاص موجودٍ في أفکارِها وتقومُ بانتخابه ومن ثمّ تقول للشخصیات والأحزاب اللبنانیة المختلفة علیکم إنتخابُ هذا الشخص. هذا أمرٌ سیّئ جداً وقد تمّ رفضُه من قبل جمیع المجموعات اللبنانیة.
العالم : هل ترى أن التدخل الخارجي هو الذي يمنع انتخاب رئيس الآن؟
السفير أماني: من وجهة نظري الشخصیة، لیس بإمکان هذا التدخل من الخارج، والسببُ أنّ بعض هذه الدول المجتمعة لا تملك الإرادة علی التدخل، بینما البعضُ منها تسعی إلی أن تُبقيَ لبنان في حالةٍ من الظروف غیرِ المستقرة والمتوتّرة والفوضی، لذا تمتنع عن تقدیم ید العون والمساعدة لإنتخاب رئیسِ الجمهوریة، فهي لا تتدخل بل تسعی کي لا یتم إنتخابُ الرئیس.
بمعنی آخر إنّها مجتمعةً لا تتفق علی شخصٍ محدّد ولا تَملِكُ رغبةً خاصّة ومحدّدة في هذا السیاق، لربّما بإمکانِنا تسمیةُ دولةٍ أو اثنتین من بین هذه الدول الخمسِ تتمثل رغبتُها في العمل علی منع إنتخاب رئیس الجمهوریة، وذلك علی النقیضِ تماماً ممّا نشاهده حسب الظاهر.
ولکن إذا کانت هناك دولةٌ ما أو أکثرُ من دولة ترغب في رؤیة رئیسِ الجمهوریة یُنتخَبُ في أقربِ فرصة، فهي قلقةٌ من دخول لبنان دوامةَ عدمِ الاستقرار والفوضی ما سیؤثر علی مصالحِها ، لهذا من الأفضل أن تأتي هذه الدول وتدخل في حواراتٍ ونقاشات مع مختلفِ المجموعات کي تَسبِرَ أغوارَها وتری من هو الشخص الذي یمکن أن تتفق علیه هذه المجموعات، ولیس التدخل من خلال فرض شخص معیّن أو وضعِ العراقیل في عجلةِ عملیةِ إنتخابِ رئیس الجمهوریة.
بشکل عام، ووفقاً لوجهة نظري الشخصیة، التدخلُ الأجنبي في عملیة إنتخاب رئیس الجمهوریة غیرُ مقبول علی الإطلاق، وإذا کانت هناك للبعضِ مصالحُ في هذا السیاق، من الأفضل لهم أن یدخلوا في حواراتٍ ونقاشات مع مختلف الأطیاف والتیّارات اللبنانیة التي علیها الوصولُ إلی شخص تتفق علیه الأغلبیة ومحاولةُ إقناع المجموعات أو الأحزاب التي تعمل علی عدم الوصول إلی النصاب القانوني في البرلمان اللبناني. فعملیةُ إنتخاب رئیس الجمهوریة في أسرع وقت ممکن ، أعتقد أنّها ستَحِلُّ العدید من مشکلات لبنان.
العالم : فيما يتعلق باتهام السعودية لايران بأنها تتدخل من أجل فرض واقع معين في لبنان، وخاصة في انتخاب رئيس للجمهورية، ورأينا حتى السفير السعودي في لبنان في تغريدته يشير بشكل مباشر أو غير مباشر لهذا التدخل الايراني؟
السفير أماني: أنا لم أشاهد شیئاً بصورة مباشرة، أو أن یکتب السیّد السفیرُ السعودي في هذا الشأن هنا ویتّهمَ ایران، بالتأکید ..لو کان الأمر هکذا، سوف نَرُدُّ من ناحیتنا، نحن نحترم وجهاتِ نظر الآخرین طالما لم یوجّهوا أيَّ تهمة لبلادنا، ولکنْ علی أیّة حال، ما یراه أبناءُ الشعب اللبناني یؤکّد علی أنّ ایران لم ولن تتدخل في الشأن اللبناني، أو إذا کان هناك من یحصل علی رؤوس خیوطٍ لتدخل الآخرین.
فمن المؤکّد وبدون أدنی شك لن تنتهيَ هذه الخیوط عند ایران، فموقفُنا واضحٌ وضوح الشمس، فالسیّد وزیرُ الخارجیة والسیّد المعاون السیاسي لوزیر الخارجیة حضَرا إلی بیروت وقالوا هذا الکلام في إجتماعاتِهِما مع المسؤولین اللبنانیین.
ومن وجهة نظري لو قدّمنا بعض التنازلات في موضوعِ رغبة أبناء الشعب اللبناني بالإتّجاه في أيّ صوبٍ یریدونه، یتوجّب علینا العمل علی جمعِ هؤلاء الناس والعمل علی وحدتِهم لأنّ هذه الوحدة ستکون في صالِحِنا جمیعاً بدلاً من السعي بشتّی الطرق والأسالیب کي یبقی لبنان متوتّراً وغیرَ مستقر.
العالم : هناك من يربط حل الأزمة اللبنانية، كأزمة الرئاسة والأزمات الموجودة بتسويات أمريكية ايرانية او ايرانية سعودية أو ما شابه ذلك، ماذا تقولون؟
السفير أماني: هذا سراب، لربّما یرید الأمریکیون من خلال ایجاد هذا السراب العملَ علی الایحاءِ للغیر بأهمّیةِ مواقِعِهِم هم وحلفائهم. ففي عملیة إنتخاب رئیس الجمهوریة علینا أن نشهد اللبنانیین وهم یقومون بعملهم من دون الإهتمام بأيّ تطوّر دولي، وأن یُزیلوا المانع الذي یقف أمام تقدّم بلادهم.
العالم: فيما يتعلق بالتهديدات الصهيونية للبنان خاصة الحملة على سلاح المقاومة كونه سلاح ايراني كما يقولون ما رأيكم بذلك؟
السفير أماني: أن یکون سلاحُ المقاومةِ ایرانيَّ الصنعِ لیس بتهمة، لربّما یکون جیّداً بالنسبة لنا حینما یُقال إنّ هذا السلاح ایراني.
العالم: يقولون السلاح يدافع عن ايران ولا يدافع عن لبنان بل هو ضد لبنان ما رأيكم بذلك؟
السفير أماني: حسناً، لکنَّ تجربة لبنان أثبتت ، وأنّ سلاحَ المقاومة أثبت أیضاً أنّ هذا السلاح لم یُستخدم علی الإطلاق في داخل البلاد، بل إنّ هذا السلاحَ مَنَعَ الکیانَ الصهیوني من شنِ أيّ عدوان علی هذه البلاد، وما هو واضحٌ للعیان هو أنّ موقع المقاومة هو موقعٌ وطني بامتیاز والجمیعُ یعترف بهذه الحقیقة، إلی جانب أنّ المقاومة لاتَختصّ بدینٍ أو مذهبٍ محدّد.
من وجهة نظري الشخصیة هذا الأمرُ طبیعي للشعب اللبناني الذي یرحّب بمن یساعده کي یحافظ علی أرضِه ویبادلونَه الحب والإحترام ، والدولة التي أظهرت الحب والإحترام لبلدهم یحترمونها بدورهم ویثمنّون هذا الموقف.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...
تصنيف :
كلمات دليلية :