قسمت دوم – نریشن
بعد تحرير مدينة الميادين من الإرهابيين التكفيريين على يد قوات المقاومة بقيادة الحاج قاسم سليماني تم التخطيط لشن معارك عنيفة ضد التكفيريين في العراق وسوريا.
استمر الحضور الميداني الفاعل لقادة المقاومة خاصة الحاج قاسم سليماني على هذه الجبهات التي كانت ضمن أولوياته الأولى.
زينب سليماني – كريمة الحاج قاسم سليماني: كان حينها يتم الحديث عن عمليات منطقة آمرلي.. حسناً .. لقد كنت قلقة جداً قبل مغادرته .. طلبت منه الانتظار بضعة أيام... قلت له لقد عدت لتوك .. كنت اشتاق له جداً .. وكان تحمل فراقه صعبا للغاية وكنا جميعًا قلقين عليه باستمرار... كتب لي كيف تطلبين مني ألا أذهب؟ في حين يوجد أطفال مظلومون تحت الحصار .. وبعد الله ..فان أعينهم عليّ واملهم بي .. وهم بانتظار أن اذهب وأساعدهم... كل امرأة نازحة أراها في طريق هذه الحرب .. أتذكر في مرآها زينبي .. وأتذكر فاطمتي .. وأتذكر نرجستي... افتقد أبنائي حينها .. فلا فرق بينهم وبين ابنائي ..أنا مصمم على الذهاب .. فأنا لست للبقاء..
خلال الأشهر المختلفة كانت تدور معارك ضارية بين المقاومة والتكفيريين .. في غضون ذلك لم يتغاضى الإرهابيون عن ارتكاب أي جريمة بحق الشعبين العراقي والسوري.
في العراق .. قام الحاج قاسم سليماني إلى جانب القادة الميدانيين في هذا البلد خاصة أبو مهدي المهندس بتعزيز القوات الشعبية التي شكلت تحديًا كبيرًا للإرهابيين ..
إن قدرة قادة الحشد الشعبي وخاصة أبو مهدي المهندس في تنظيم القوات الشعبية في العراق موضوع جدير بالاشارة على هذا الصعيد.
مع استمرار انتصارات المقاومة في ساحات القتال ، تجمع الإرهابيون التكفيريون في بلدة البوكمال الحدودية وحاولوا التخطيط لعدة عمليات لاستعادة الأراضي المحررة التي كانوا قد استولوا عليها في السابق..
كانت مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية تعتبر آخر معاقل جماعة داعش الارهابية. وكان تحرير المدينة من أهم منعطفات المرحلة الأخيرة من محاربة داعش الإرهابية في سوريا. أطلق الخبراء العسكريون وكذلك الحاضرون في ارض معركة البوكمال اسم "أم المعارك" على ساحة القتال فيها .. بسبب تعقيداتها الميدانية والعسكرية.
تعتبر البوكمال نقطة العبور الرئيسية بين سوريا والعراق ، وكانت هناك منافسة شرسة بين الجيشين السوري والعراقي وقوات المقاومة من جهة والأميركيين من جهة أخرى للسيطرة على هذا المعبر الاستراتيجي ، وأخيراً استطاع محور المقاومة السيطرة على هذا المعبر الرئيسي والاستراتيجي.
مع الانتصار في معركة البوكمال العنيفة ، انتهت في الواقع حقبة داعش الرهيبة، وعاد الامن والاستقرار على يد قوات المقاومة لسكان هذه المناطق.
مع انتهاء الحياة الميدانية والعسكرية لداعش في المنطقة ، أصبح الأداء المقتدر لقوات المقاومة لا سيما الدور المؤثر والفاعل للحاج قاسم سليماني ، قضية مهمة للخبراء والمحللين. قضية لا يمكن التغاضي عنها بسهولة والمرور منه مرور الكرام.
أدى تألق الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس خلال حروب السنوات الماضية وفشل السياسات الفوضوية للولايات المتحدة إلى اتخاذ قرارات مشؤومة في البيت الأبيض.
وفي نهاية المطاف استشهد الحاج قاسم سليماني في هجوم غادر نفذته طائرات أمريكية بدون طيار على مطار بغداد في جنح ظلام فجر يوم الجمعة الـ 3 من كانون الثاني يناير عام الفين وعشرين .. واستشهد معه بهذا الهجوم رفيق دربه ابو مهدي المهندس و 10 اشخاص اخرين.
تم تشييع وتكريم جثامين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما في مدن مختلفة من العراق بحضور حشود شعبية كبيرة .. ومن ثم في إيران .. شيع الملايين في مدن مختلفة جثامينهم الطاهرة في حضور تاريخي مهيب.
أدى الشهيد الحاج قاسم سليماني وشهداء المقاومة دورًا فاعلًا في مساعدة دول المنطقة على محاربة الإرهابيين التكفيريين واستعادة الأمن في المنطقة... وستبقى قضيتهم خالدة في ذاكرة شعوب دول المنطقة.