ضيف وحوار"، يارا خواجة
طبيعة الملف الإنساني في اليمن
نستضيف في برنامج "ضيف وحوار"، يارا خواجة المتحدثة باسم الصليب الاحمر في اليمن ونسلط الضوء على آخر المستجات المتعلقة بالملف الاساني في اليمن وطبيعة التعقيدات والمعالجات.
العالم – برامج
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية في برنامج "ضيف وحوار"، ما يتعلق بملف الأسرى والمحتجزين وما تم فيه من انجاز خلال عام 2020 وتحديد صفقة التبادل الكبيرة التي تمت، وكان للجنة الدولية للصليب الاحمر، دورا رئيسيا في الاشراف عليه، بدءا من المحادثات وحتى التنفيذ، وبسؤال ضيفة البرنامج، يارا خواجة ، حول ما تعنيه تلك الخطوة على صعيد ملف السلام في اليمن، أكدت:" عندما نتحدث عن عملية اطلاق سراح بهذا الحجم الذي بلغ عددهم 1056 محتجز سابق قد عادوا الى عوائلهم في اليمن في محافظات مختلفة يجب ان نسلط الضوء على الجانب الفرح والسعيد، في اللحظات التي شهدتها اليمن، هذا بشكل أولي.
واوضحت يارا خواجة :"اما الشكل الآخر فاننا لا يمكننا ان نتغافل عن الدور الذي يمكن ان تلعبه مثل تلك العملية ببناء الثقى ما بين اطراف النزاع لان تلك العملية المبيرة والمعقدة جدا قد حدثت في بلد لازال حتى اليوم يمر بنزاع مسلح حيث ان اغلب عمليات التبادل واطلاق السراح تحدث بعد انتهاء النزاع ولكن حصولها في زمن النزاع يعطينا ومضة أمل أنه يبني لثقة ما بين اطراف النزاع وهي ضرورية وحتمية للوصول إلى السلام".
وحول مدى استمرار الثقة ما بين الاطراف المتنازعة، وافتراض أن تتم محادثات جديدة وصفقات أخرى في إطار ملف الاسرى والمحتجزين، الا ان ذلك تعثر حتى هذه اللحظة، بسبب وجود عراقيل نجهلها، في ظل تبادل الاطراف للاتهامات:
بينت يارا خواجة بأن هذا السؤال يجب أن يطرح بالدرجة الأولى على أطراف النزاع، لان اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تلعب دور الوسيط المحايد اي ان مهمتنا انسانية وعندما تقوم أطراف النزاع بالاتفاق على كافة التفاصيل المتعلقة باطلاق سراح الاسرى، وباسمائهم واعدادهم من اي أماكن الاحتجاز تقوم اللجنة الدولية بدور الوسيط المحايد، وعملية نقل واجراء المقابلات معهم.
وفيما يتعلق باستمرار الصليب الاحمر للجهود والتحركات من اجل اجراء مشاورات وصفقات أخرى جديدة، وصولا الى تبادل كامل وشامل للاسرى والمعتقلين والمحتجزين، خاصة وان الاطراف من خلال تصريحات لهم سبق وان رحبت بهذه الخطوة وأبدت استعدادها لذلك :
اشارت يارا خواجة الى ان تجربة الصليب الاحمر في اليمن، تثبت بان هذه المشاورات وحتى الوصول للاتفاقات تأخذ بعض الوقت وان اللجنة الدولية للصليب الاحمر لا تتوانى في اي فرصة على حث الاطراف بطبيعة الحال على اطلاق سراح المزيد من الاشخاص المحتجزين وحتى إطلاق كافة الاشخاص المحتجزين اليوم بارتباطهم بالنزاع اليمني لانه يجب التأكيد ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ليست كالأمم المتحدة والمبعوث لالخاص للامم المتحدة ونحن لا نتدخل في المسار السياسي للنقاش ولكن الصليب الاحمر يلعب دورا انسانيا.
- فيما يتعلق بالجانب الانساني لملف الاسرى فان الصليب الأحمر هو كجهة اشرافية في هذا الملف فقط ، هل هنالك مؤشرات لمشاورات وصفقات أخرى قريبة على ما تم خلال شهر اكتوبر المنصرم؟
اوضحت يارا خواجة انه عندما اطلاق سراح الاسرى وتحدث في الاعلام العديد من اطراف النزاع عن رغبتهم في اتمام صفقات أخرى وان الحديث بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر واطراف النزاع في هذا الملف او في ملفات اخرى، فنحن نقوم به بشكل سري بطبيعة الحال، ولكن عندما سيكون هنالك اتمام اتفاق على تبادل او اطلاق سراح للاسرى فإن اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستقوم بدورها الكامل بالشكل الذي لاتمت فيه الصفقة.
- فيما يتعلق بتوصيف اللجنة الدولية للصليب الاحمر للحالة الانسانية التي يمر بها اليمن بعد مرور نحو 6 سنوات من الحرب القائمة ما توصيفكم كونكم احدى المنظمات الدولية القريبة التي تتواجد وتعيش الوضع اليمني عن قرب وهل مازالت الحالة الانسانية سيئة في اليمن؟
أكدت يارا خواجة ان اليمن هو بلد لن يستطيع التقاط انفاسه، واذا ما تحدثنا فقط عن العام الماضي فهذه دولة تمر بنزاع مستمر قد دام أكثر من 6 سنوات بكل تداعياته على كافة الشرائح في المجتمع وكافة القطاعات اضافة الى أزمة السيول الكبيرة التي دمرت الكثير من المنازل وأخذت ارواح الكثير من ليمنيين للاسف والمعالم السياحية والامراض الموسمية ووجود السيول يضاعف الامراض الموسمية، وهذه اصلا آفة موجودة في اليمن.
واعتبرت يارا خواجة ان الوضع الاقتصادي في اليمن صعبا للغاية، وهذه ليست معادلة سحرية وعندما نمشي في شوارع اليمن نجد من حولنا المأساة.
- وفيما يتعلق بالمعاناة الانسانية التي تحدثتم عنهاهل هنالك ارقام واحصائيات تدل على هذه المعاناة وحجم هذه الماساة الانسانية، بحسب رصد اللجنة الدولية للصليب الاحمر؟
شددت يارا خواجة بوجوب التحدث عن الاحصاء الصادم، حيث ان 80% من الشعب اليمني بحاجة لمساعدة انسانية، وهو رقم هائل، وهنالك دراسات اجرتها العديد من المنظمات ومن ضمنها الامم المتحدة، كما ان 51% من المنشآت الطبية لا تعمل في اليمن، وهذا يؤدي الى تداعيات، كون الاشخاص بالدرجة الاولى الذي يحتاجون الى الطبابة لن يحصلوا عليها، وبالتالي فان الوضع الصحي الصعب يؤثر على مناعة الاشخاص فهي متداخلة وان اللجنة في حال عدم وجود طبابي جيد يؤثر على الحياة وقوة المناعة للشعب اليمني، وأكثر من 20 مليون يمني يعانون من عدم القدرة على اكفاء نفسهم اقتصاديا، ونحن نتحدث عن 17.6 مليون من اليمنيين غير قادرين على الوصول للمياه النظيفة الامنة في ظل جائحة كورونا والحاجة الى غسيل الايدي والنظافة الشخصية لهم.
والمشكلة تكمن انه احيانا يذهب الاعلام والعالم، لان يظهر الارقام والاحصائيات وهذا يعتبر فخ، لان ما وراء الارقام يكمن أناس ومنازل وعائلات وعذاب حقيقي، وبالتالي فان الوضع في اليمن صعب جدا، والارقام لا تستطيع ان تعكس حجم المعاناة.
- الارقام التي أشرتم اليها تعتبر أرقاما مخيفة، بما يتعلق بالمجاعة وانتشار الفقر والوضع الصحي في اليمن ، وفيما يتعلق بالازمات الانسانية بالمصابين بسوء التغذية اشرتم الى تلك الارقام هل اشارت منظمات أخرى في اليمن الى تلك الارقام، برأيكم ماهو التدخل الانساني المطلوب لانقاذ الوضع في اليمن وتخفيض تلك الارقام؟
قالت يارا خواجة باننا اذا تحدثنا عما يحدث في الواقع الآن تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالكثير والكثير من النشاطات في كافة المحافظات اليمنية المتضررة من النزاع المسلح في محاولة للحد من تلك المشاكل، ومن الممكن ان نتوسع في انشطتنا، ولكن وصل اليوم اليمن الى حد لا أظن، وهذا ليس جديدا فان اللجنة الدولية للصليب الاحمر منذ سنوات عديدة تقول ان الوضع في اليمن قد وصل الى حده، ولا امكانية للبداية لتحول ايجابي، وتغيير ايجابي لليمنيين إلا بانتهاء الحرب في اليمن، وبالتالي يجب ان يكون هنالك حل سلمي للنزاع الحاصل.
وتمت مناقشة موضوع الحلقة من برنامج " ضيف وحوار" مع ضيفة الحلقة :
- يارا خواجة المتحدثة باسم الصليب الاحمر في اليمن
التفاصيل في الفيديو المرفق....
تصنيف :
كلمات دليلية :