من طهران ۳۳۷--خاندوزی

Alalam 61 views

 وزير الإقتصاد الإيراني إحسان خاندوز

هكذا عززت إيران دبلوماسيتها الإقتصادية مع الجيران وهزمت الحظر

طهران (العالم) 23.02.2022– أكد وزير الإقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي نجاح إيران في ایجاد طرق ووسائل من الحظر الإقتصادي المفروض علی الإقتصاد الایراني، حيث تمكنت من تحدید نقاط الضعف في الإقتصاد الإيراني، والتوصل إلی الطرق التي تؤدّي بإيران في الخروج من نقاط الضعف هذه.

العالم - من طهران

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية ببرنامج"من طهران"، وبسؤال خاندوزي حول مكانة الإقتصاد الايراني التي يتبوءها على صعيد المنطقة والعالم والمسافة التي تفصله عن المكانة المنشودة أوضح خاندوزي: فیما یخصّ موقع إقتصاد ایران خلال السنوات الاثنتین والثلاثین الماضیة یمکنني القول أنّه اختلف عمّا کان علیه من قبل، ومنذ ثلاث سنوات أي من تاریخ فرض الحظر الإقتصادي في مرحلته الجدیدة من قبل الولایات المتّحدة ضدّ الشعب الایراني وحومته ، سبّب هذا الحظر في أن تنخفض مؤشّرات الإقتصاد الایراني خلال الفترة المشار إلیها وهي ثلاث سنوات.

وأضاف خاندوزي أنّ إنتشار جائحة کورونا کان سبباً مضاعفاً في إنخفاض نسبة نموّ الإقتصاد وإرتفاع وتیرة الأسعار وزیادة التضخّم في الإقتصاد بطریقة نشهد من خلالها في الوقت الراهن إنخفاض درجة إقتصادنا مقارنة بسنة 2017 . ولکن بالنظر إلی الخطوات والإجراءات الجدیدة التي اتّخذتها الحکومة في القطاع الإقتصادي.

وتابع:"کلنا أمل أن ننجح في سنة 2022 والسنوات اللاحقة في تحسین الإقتصاد في مجال الناتج المحلي الإجمالي والذي یُعتبر مؤشّراً إقتصادیاً وأیضاً في مؤشّر التضخّم والمستوی العام للأسعار الذي یبیّن القدرة الشرائیة للأسر وللشعب الایراني. إضافة إلی ماسبق قوله، أحد التعلیمات المهمّة والجدّیة لحکومة السیّد رئیسي الإهتمام الخاصّ بطاقات وقدرات الدول الإقلیمیة.

ومن الجدير بالذكر أن النزعة الإقليمية وسياسة الجوار هي التي ستتوسع بسبب المتابعات والحركات الجيدة التي حدثت في الأشهر الأخيرة، کما نأمل أن تساعد طاقات وقدرات الدول الإقلیمیة لیس في خروج الإقتصاد الایراني من الرکود بوتیرة عالیة، بل نشاهد تضامناً إقتصادیاً أکبر بین الدول الإقلیمیة في الأشهر القادمة".
 

 

س: منذ عدة سنوات تتحرك عجلة الاقتصاد الايراني على سكة الخصخصة إلى أي مدى تم تحقيق هذه العملية في إيران هل انتم راضون من عملية الخصخصة في ايران وسرعة هذه العملية؟

أشار خاندوزي الى أنه قبل ستّ عشرة سنة، حینما أعلن قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله السیاسات الکلّیة المتعلقة بالخصخصة وزیادة حصّة القطاع الخاصّ في إقتصاد ایران، وبعد ذلك تحوّلت إلی قانون تمّ إقراره من قبل مجلس الشوری الإسلامي، إنطلقت حرکة جدیدة مبنیة علی أساس أوّلاً زیادة الأرضیة لدخول وعمل القطاعات غیر الحکومیة في إقتصاد ایران وتعدیل وإصلاح حصّة المؤسّسات والهیئات والشرکات الحکومیة بسبب دخول النشطاء الإقتصادیین من القطاع الخاصّ بحیث یکون محرّك النمو الإقتصادي الشرکات غیر الحکومیة.

وثانیاً أن تخفّض الحکومة من ملکیتها ومسؤولیاتها في القطاع الإقتصادي وتحوّلها إلی قطاع الخصخصة الذي ذکرتموه قبل قلیل، ولعل من أهم المشاريع في الخمسة عشر عامًا الماضية ، أن الاقتصاد الإيراني يمتلك نصيبًا كبيرًا جدًا من المشاريع التي تم تحويلها من الشركات التي انضمّت إلى عملية الخصخصة في البلاد.

وتابع قائلا:" بالطبع، نحن لسنا راضون بشکل کامل من النواتج ونتائج سیاسة الخصخصة ، من وجهة نظرنا بإستطاعة عملیة الخصخصة أن تکون مثمرة أکثر من هذا الذي نشهده في الوقت الراهن. ومؤخّراً، تمّ تکلیف فریق في وزارة الإقتصاد والمالیة لمراجعة القانون في هذا المجال، بحیث أنّ الهدفین الموضوعین من قبل صانع السیاسة وأقصد أولاً زیادة کفاءة وإنتاجیة الشرکات الإقتصادیة، وثانیاً اداء الدور من قبل القطاعات غیر الحکومیة بصورة عادلة في الإقتصاد الایراني".

المتابعة المتزامنة لهذین الهدفین عمل دقیق لایخلو من الصعوبة في المجال الإقتصادي، والإقتصاد الایراني قطع شوطاً کبیراً من هذا الطریق، ولکن بالنظر إلی الرؤیة المستقبلیة أمامنا بهدف خصخصة بعض الشرکات الأخری لذا فنحن بحاجة إلی مراجعة لتصحیح المسار وإستخلاص الدروس من نقاط الضعف السابقة ، نأمل بعد إقرار هذه اللائحة في مجلس الوزراء خلال الأشهر القادمة أن نلاحظ أنّ حرکة الخصخصة في إقتصاد ایران لم تصبح بطیئة، بل أنّ نقاط الضعف الموجودة منذ فترة في طریقها إلی الإصلاح.

 

س: منذ سنوات سعت إيران الى تقليل اعتمادها على إيرادات النفط وعلى ايرادات الغاز إلى أي مدى تم التقدم في هذا المجال واحرزت تقدما البلاد في هذا المجال؟

نوّه خاندوزي الى أن قطاعي النفط والغاز كانا من میزات الإقتصاد الایراني وسوف یکونان هکذا في المستقبل أیضاً. لهذا، نحن نرکّز علی زیادة طاقات الغاز والنفط بهدف نمو الإنتاج في إقتصاد ایران. وربّما یکون الأمر مثیراً لإهتمام مشاهدیکم الأعزّاء وأنا أشیر إلی هذه النقطة، فخلال الأشهر الخمسة الماضیة وبالرغم من أنّ أنواع الحظر الإقتصادي الأمریکي لم تقلّ، کما أنّ المفاوضات الجاریة بین الجمهوریة الإسلامیة في ایران والمجموعة 4+1 لم تصل إلی النتیجة الحاسمة، إلا أنّ صادرات النفط الخام مقارنة مع بدایة عمل الحکومة الجدیدة قد إرتفعت بما یُقارب نسبة 40% ، علی هذا الأساس، نؤکّد علی لعب دور خاصّ في سوقي النفط والغاز . لکن هدف ایران هو أن تستطیع الإستفادة من النفط والغاز بصفتهما محرّك ومساند وداعم لنمو وتطویر بقیّة القطاعات الإقتصادیة. أي بکلمات أخری، یصبح بالإمکان تطویر سلسلة وحلقات الصناعات الباطنیة کي یمکننا من خلال القیمة المضافة تصدیر المزید من منتجات البتروکیماویات.

وتابع خاندوزي قائلا:"وبناء علی هذا التطوّر فأنّ حصّة صادرات النفط الخام تنخفض من دون الحاجة إلی أن یفقد إقتصاد ایران أهدافه المتمثّلة في تطویر قطاعي النفط والغاز، بل أرید أیضاً أن أخبرکم بأنّ عقود وإتفاقیات جدیدة وُقّعت بخصوص تطویر قطاعي النفط والغاز في البلاد، وهذا التحوّل سوق یستمر. العامل الذي یجعل الإقتصاد الایراني عرضة للخطر، وهو ذي صلة بوزاراتنا هو إعتماد میزانیة الحکومة علی صادرات النفط الخام والغاز، وکلّما نجحنا في تخفیض إعتماد میزانیة البلاد فهذا یعني أنّ حصّة المداخیل غیر النفطیة کالضرائب سوف ترتفع ، وآنذاك وحتّی بوجود أنواع الحظر الإقتصادي والمشکلات القادمة من الخارج، لن تواجه الحکومة مشکلة أو مشاکل في الایفاء بمسؤولیاتها الإقتصادیة".

 

س: فيما يتعلق بالحظر الأمريكي، على الرغم من تلك الإجراءات لم تؤت ثمارها كما كان يتوقعه الأمريكيون الا انها كانت قد تسببت بوضع العديد من العقبات أمام مسار حركة إيران لاسيما في المجال الإقتصادي فما هي أبرز الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الايراني بعد فرض الحظر الأمريكي على إيران؟

أوضح خاندوزي :"بدایة، أرغب في التأکید علی هذه الجملة وهي أنّه وفقاً لأبحاثنا ودراساتنا لم یشهد أيّ إقتصاد خلال العقود الماضیة هذا الحجم من الضغوط الآتیة من خارج الحدود، علماً أنّ هذه الضغوط کانت ولاتزال مستمرّة وبأشدّ الأبعاد ، لکنّه إستمر في نموّه مع صعود وهبوط وزیادة وإنخفاض. وهذا التصریح الذي أدلی به مؤخّراً وزیر خارجیة الولایات المتّحدة بخصوص فشل سیاسات الضغط الأقصی ، أعتقد من وجهة نظري الشخصیة أنّه خیر دلیل علی الإعتراف بأنّ إقتصاد ایران إستطاع أن یخرج بنجاح من هذه الضغوط والإختبار.

س: على صعيد المنطقة أم على صعيد العالم أم بالأحرى، هل يمكن لدولة أخرى أو لاقتصاد آخر مقاومة 4 عقود من الحظر ومن الضغوطات ومن العداء، على صعيد المنطقة أو العالم؟

قال خاندوزي:" نحن لا علم لدینا، علی أقلّ تقدیر لا نعلم ولم نر أيّ تجربة تخصّ هذه الفترة الزمنیة الطویلة من الضغوط الإقتصادیة علی إقتصاد ما، وأن ینجح هذا الإقتصاد المعرّض للضغوط الشدیدة لیس فقط في الاستمرار بأعماله الخاصّة کالإنتاج والتصدیر، بل أن یضع نصب عینیه أهداف أسمی وأکبر . لربّما یکون هذا مثیراً أیضاً للمشاهدین الأعزّاء أنه وخلال الشهور العشرة الماضیة إرتفع میزان عملیات التصدیر في ایران بنسبة 37% ، وبالطبع إرتفع میزان عملیات الإستیراد بنسبة 34%. حدث هذا في ظروف تشهدها البلاد بینما تتعرّض لأقصی الضغوط ذات الصلة بالحظر الإقتصادي.

واضاف خاندوزي:" فالمنطق یقول أنّه من الصعب تحقیق مثل هذه الزیادة في میزان التجارة الخارجیة، لأنّ أهمّ نقطة للحظر الإقتصادي الموجّه ضدّ أيّ إقتصاد هو التأثیر علی موضوع التجارة الخارجیة، ونحن بدورنا تمکّنا بالرغم من کلّ هذه الضغوط المستمرّة أن نشهد عملیات تصدیر وإستیراد أکثر مقارنة بالعام الماضي، بالتأکید، شهد الإقتصاد الایراني مضایقات ومشکلات، مثلاً إنخفاض تصدیر النفط في السنوات الأولی من فرض الحظر الإقتصادي أمر لایمکن إنکاره، وإنخفاض میزان تبادل العملات الصعبة والمعاملات المصرفیة ومنظمة أوبك أمر آخر لایمکن تجاهله، لکنّنا تمکنا بالإعتماد علی قدراتنا وطاقاتنا المحلیة والتعاون الإقلیمي أن نفعل شیئاً منعنا بموجبه وقف أنشطة الإقتصاد الایراني بسبب أنواع الحظر الإقتصادي المفروضة علی بلادنا.

 

س: ما هي أبرز الحلول والسياسات التي اتخذتموها للتخلص من تبعات إجراءات الحظر الأمريكية المفروضة على إيران؟

أكد خاندوزي:" تمّ إتّخاذ حزمتین من السیاسات، حزمة أولی تشرف علی الإقتصادین الإقلیمي والعالمي، أي أن نشهد معاملات وصفقات أکثر مع الدول الإقلیمیة کما أسلفتُ لکم في ردّي علی سؤالکم عن سیاسة الجیرة ، وهذا الموضوع من ضمن المواضیع ذات الأولویة للحکومة وعلی رأس جهازنا الدبلوماسي والإقتصادي.

وتابع خاندوزي قائلا:" بالطبع فإنّ طاقات وقدرات الدول الإقلیمیة سوف تساعد في رفع مستوی التعاون الإقتصادي بیننا وبینها، کما سیساعدنا هذا التعاون في أن نبیّن أنّ العبور من ضائقة أنواع الحظر الإقتصادي أمر ممکن من خلال وجود هذا الحجم الهائل من الطاقات والقدرات الإقلیمیة، وربّما کانت الغفلة الکبری تتمثّل في أنّنا لم نضع من قبل علی رأس جدول أعمال جهازنا الدبلوماسي والإقتصادي طاقات وقدرات الدول الإقلیمیة والجارّة لنا.

أمّا الحزمة الثانیة من السیاسات فتتمثّل في تفعیل الطاقات والقدرات المحلیة ذات الصلة بالإقتصاد الایراني. حسناً، حینما نوضع في ظروف الرکود الإقتصادي والضغط الشدید الموجّه لإقتصادنا من المؤکّد یجب تقدیم ید العون والمساعدة للناشطین والفعالین الإقتصادیین کي نمکّنهم من المزید من التعاون.

وقال خاندوزي:"نحن في وزارة الإقتصاد والمالیة وللمرّة الأولی تقدّمنا بإقتراح بتقلیل معدّلات الضرائب بنسبة 5% في السنة الایرانیة الجدیدة بعد توقّف لهذا التخفیض إستمرّ لمدّة 15 عاماً. وضعنا هذا الإقتراح علی جدول أعمالنا، تمثّل هدفنا في تحسین مراحل بدء الأنشطة الإقتصادیة والتي کانت في الرتب الدنیا في معاملات البنك الدولي، وأن یتمکن النشطاء الإقتصادیون من تسجیل تراخیصهم وأنشطتهم الإقتصادیة بسرعة وبأقلّ التکالیف.

وتابع خاندوزي:" کما أنّ المیزانیة التي أُعتمدت للسنة الایرانیة القادمة من قبل الحکومة للمشاریع العمرانیة والإستثمار لکلّ محافظة علی حدة میزانیة أکثر بکثیر من المیزانیات السابقة في السنوات الأخیرة، کي تساعد بنمو الأنشطة الإقتصادیة من خلال منح صلاحیات أکثر للمحافظات وتطبیق اللامرکزیة وتنشیط وتفعیل طاقات وقدرات المحافظات ، سواء الحدودیة منها أم الداخلیة".

وتابع خاندوزي قائلا:" فیما یخصّ موضوع التمویل والدور الذي کانت المصارف تؤدّیه في تمویل الشرکات الایرانیة، بناء علی الإتفاقیة الموقّعة بین زارة الإقتصاد والمالیة ووزارة الصناعة والمعادن والمصرف المرکزي للجمهوریة الإسلامیة في ایران، تمّ تحدید اسلوب مختلف یهدف في الحقیقة من الآن وصاعداً إلی التقلیل من المشکلات الخاصّة بتوفیر النقد ومنح التسهیلات المصرفیة للشرکات".

وقال خاندوزي :"مجموع هذه الإجراءات والسیاسات إلی جانب المتابعة من خلال القنوات الخاصّة للمعاملات المالیة التي أسلفتها لکم، یجب أن تُعقد بین ایران والأطراف التجاریة بعیداً عن إشراف وزارة الخزانة الأمریکیة، وهذا من الأمور المشترکة بین وزارتنا والمصرف المرکزي للجمهوریة الإسلامیة في ایران، ولایزال یخضع للمتابعة، وسوف یساعد النشطاء الإقتصادیین علی أن یلمسوا في المستقبل ظروفاً أفضل في مجالات نمو وزیادة الإنتاج وایجاد فرص العمل وتصدیر منتجاتهم.

 

س: هل تسبب الحظر الأمريكي المفروض على إيران بعرقلة النمو في البلاد على الصعيد الإقتصادي؟

اعتبر خاندوزي :"جوابي الشخصي هو أنّه من المؤکّد عمل الحظر الإقتصادي الأمریکي بأنواعه المختلفة علی وإبطاء حرکة وعجلة الإقتصاد الایراني، لیس هناك أدنی شك في هذه الحقیقة. لکنّ النقطة الأخری هي أنّنا في قلب ووسط هذا الحظر الإقتصادي بأنواعه المختلفة اکتشفنا أسالیب وفرص جدیدة ستؤدّي إلی تقویة الإقتصاد الایراني . لا أعلم کم سیکون مثیراً هذا الأمر لبرنامجکم، فقد شهدت البلاد بعد عدّة سنوات یرودة شدیدة في مختلف أنحاء البلاد، فقد شرح لي أحد کبار المصدّرین والذي یملك مزارع واسعة من أشجار الزیتون في ایران أنّ البرودة التي اجتاحت البلاد في فصل الشتاء سبّبت في القضاء علی الکثیر من أشجار الزیتون، ولکن في قلب تلك الأنواع الخاصّة من الزیتون التي تمکّنت من البقاء حیّة ونشطة في البرودة الشدیدة، أظهرت نفسها وسبّبت من الآن وصاعداً في أن یقوم المنتج والمصدّر بالتوجّه نحو زراعة هذه النوعیة من الزیتون کي تستطیع الإستمرار حتّی في الظروف الصعبة.

وأضاف خاندوزي:" نحن نجحنا في ایجاد طرق ووسائل من الحظر الإقتصادي المفروض علی الإقتصاد الایراني، فقد تمکنا من تحدید نقاط الضعف في إقتصادنا وتوصّلنا إلی الطرق التي تؤدّي بنا للخروج من نقاط الضعف هذه".

علی سبیل المثال، کلّ دولة کانت تحصل علی مدخول کبیر من مبیعات النفط الخام کانت تفضّل براحة تامّة إستیراد العناصر الأساسیة لغذاء الأفراد ، لکنّنا بعد فرض أنواع الحظر الإقتصادي علی البلاد توصّلنا إلی نتیجة مفادها ضرورة تقلیل إعتماد غذاء الناس والبضائع الأساسیة علی الخارج، وهنا أقصد علی عملیات التصدیر وما یفرضه علینا الحظر الإقتصادي. علی هذا الأساس، توجّهنا إلی الإعتماد علی أنفسنا، فمثلاً العدید من قطع الغیار الخاصّظ بالقسم الإستراتیجي لصناعاتنا النفطیة وقطع الغیار ذات التقنیة العالیة والمحفّزات، کلّ ماسبق ذکره کان یعتمد علی الإستیراد ، وهنا ساعدنا الحظر الإقتصادي في أن نستمد العون من الشباب الحاصلین علی شهادات علیا والشرکات ذات التقنیة العالیة کي نتمکن من إنتاج هذه القطعات الرئیسیة محلیاً.

واستطرد خاندوزي قائلا:" بالتأکید عمل الحظر الإقتصادي المفروض علی بلادنا إلی إبطاء عجلة الإقتصاد الایراني، ولکن الزمان أرشدنا إلی الطرق المختلفة کي نکون أقلّ عرضة للخطر في المستقبل، أو کما تفضّل قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله بتوضیح هذه النقطة حینما ذکر بأنّ عدم التعرّض للحظر یعني بأن نتلقی صدمات أقل إذا ماتکرّر الحظر الإقتصادي. وهذا سوف یکون علی رأس أولویاتنا الإستراتیجیة لإقتصاد ایران خلال السنوات القادمة".

س: هل من الممكن حدوث ووقوع معجزة اقتصادية على صعيد البلاد اذا نجحت المفاوضات في فيينا بين إيران وخماسية دول 5+1؟

أكد خاندوزي:"بالطبع، التوصّل إلی نتیجة في المفاوضات الجاریة سوف یخلق لإقتصاد ایران فرص جدیدة من أجل تسهیل المعاملات الإقتصادیة والمالیة. لکن ما نؤمن به نحن في الحکومة هو أنّ أيّ معجزة سوف تتبلور من خلال الإهتمام بالقدرات والطاقات المحلیة في الإقتصاد الایراني، بعبارة أخری، في حال توصّلت المفاوضات في فيینّا إلی نتیجة ایجابیة فسوف یکون علی رأس أجندتنا الإقتصادیة الإستفادة من هذه الفرصة، لیس إعادة إقتصاد ایران إلی التبعیة لمبیعات النفط والدولارات الحاصلة منها، فإقتصادنا وشعبنا دفعا ثمن إنفصالنا وتقلیل إعتمادنا علی الدولارات النفطیة ، فالیوم هو یوم الإستفادة من منفعتها، وهذا یعني تطویر وتوسعة القنوات التجاریة والخاصّة بالعملات الصعبة مع الدول الإقلیمیة والدول الجارّة.

وخلص خاندوزي:"ففي لقائي مع وزیر الإقتصاد الروسي خلال زیارة رئیس جمهوریتنا لموسکو، أوضحت للوزیر هذه النقطة وهي أنّه في مفاوضات ایران مع الدول 4+1 من الضروري أن یعمل علی ایجاد فرصة تمکّننا من توسیع وتطویر علاقاتنا الإقتصادیة مع الدول الآسیویة والإقلیمیة، وشخصیاً لا أتردّد في إظهار هذه الإستراتیجیة وهذه السیاسة".

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

تصنيف :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دليلية :

 

 

 

 

 

Add Comments