الامام الخميني احدث نقلة نوعية في ايران ونجح فيها
اكد الباحث في الفكر الاسلامي ورئيس مركز البيان للدراسات والبحوث د. عرفات الرميمة ان الامام الخميني "قدس سره" احدث نقلة نوعية على المستوى الفكري الثقافي الاجتماعي والسياسي الداخلي لايران وفي العالم الاسلامي من خلال اتيانه بفكرة ولاية الفقيه نيابة عن الامام الغائب.
خاص بالعالم
وقال الرميمة في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار" في الذكرى الـ 33 لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني "قدس سره": ان ابرز نقاط النجاح في حياة الامام الخميني الذي كان موسوعة بحذ ذاته، كانت التحوّل من المدرسة الفقهية من التقليدية الى الفقه المعاصر الذي يلبي طموحات واحتياجات العصر، بمعنى ان النقلة النوعية التي احدثها الامام الخميني جاءت بعد دراسته كتاب "الانسان الكامل" لابن عربي.
وفیما یلی نص المقابلة..
العالم: نود الحديث عن النقاط البارزة في شخصية الامام الخميني؟
الرميمة: بالطبع ان الحديث عن الشخصية كشخصية الامام الخميني "رحمة الله عليه" له ابعاد كثيرة، فالرجل يحمل موسوعة علمية بكل ما تعنيه الكلمة، الامام الخميني كما يقال كان رجل بأمة، بمعنى انه لم يكن فقيهاً تقليدياً عادياً بالنسبة لعصره.
قبل الامام الخميني كان الفقه تقليدياً، وحينما درس الامام الراحل الفلسفة العربية والاسلامية والفلسفة الغربية والعرفان وعلم الكلام، وعلم الاخلاق، والرياضيات والطبيعيات، اصبح ميالاً الى العرفان او التصوف بشكل عام، وخصوصاً بعد دراسة كتاب محي الدين ابن عربي، لانه حتى في دراسته للتصوف كانت له علاقة بآرائه الفقهية التي جاء بها.
يمكن ان نقول ان الامام الخميني "قدس سره" سواء كمجتهد من الذين عملوا قطيعة "ابيستمولوجية" Epistemology (نظرية المعرفة) كما يقال في فلسفة العلم، من الناحية الفقهية والسياسية لمن قبله ومن بعده، بمعنى ان الثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني عملت قطيعة ابيستومولوجية في المنطقة سواء على المستوى الداخلي في ايران وحتى على المستوى الاقليمي والدولي.
تصنّف الثورة الاسلامية ضمن ثلاث ثورات وقعت في العالم خلال القرن العشرين كالثورة البلشفية في روسيا عام 1918، والثورة الصينية عام 1949، واخيراً الثورة الايرانية 10 فبراير عام 1978.
هناك محطات هامة في شخصية الامام الخميني، تبدأ منذ صغره، فهو من مواليد 1902، واغتيل والده وهو في سن الخمسة اشهر، كان ملمّاً بكل القضايا المهمة سواء في عصره او ما بعدها.
في عام 1919 انتقل الى محافظة آراك للدراسة في حوزتها العلمية، ومن ثم انتقل الى قم، وحصّل كل العلوم الضرورية ليصل الى مرتبة المجتهد، ومن ثم الى مرتبة آية الله العظمى التي كانت سبباً في عجز تعرض الشاه له.
العالم: الى جانب الجانب المعرفي في شخصية الامام الخميني وحياته، برأيكم كيف تقرأون ابرز نقاط النجاح في حياة الامام الخميني؟
الرميمة: ان ابرز نقاط النجاح في حياة الامام الخميني كانت التحوّل من المدرسة الفقهية التقليدية الى الفقه المعاصر الذي يلبي طموحات واحتياجات العصر، بمعنى ان النقلة النوعية التي احدثها الامام الخميني كما قلنا بعد ان درس في قم وانتقل الى النجف الاشرف، بدأ يتحدث بعدها عن الحكومة الاسلامية كما يراها هو.
غيبة الامام المهدي "عجل الله ظهوره" كانت بالنسبة له ولعصره، تمثل كعب اخيل كما يقال في المصطلحات اليونانية، لانها جعلت من الحوزات العلمية والمراجع العلمية، حتى من الشعب الايراني لا يسكت عن الظلم الحاصل من قبل اسرة محمد رضا بهلوي سواء من الاب المؤسس او حتى من محمد رضا بهلوي الذي ثار عليه الامام الخميني.
حديث الامام الخميني واتيانه بفكرة ولاية الامام الغائب، هي فكرة ليست ولاية ترتبط بالمكانة والمنزلة بقدر ما ترتبط بالوظيفة، فقد عمل الامام الراحل بهذا الامر نقلة نوعية على المستوى الفكري الثقافي الاجتماعي وحتى على المستوى السياسي الداخلي لايران وفي العالم الاسلامي.
العالم: هنا ننتقل في اطار حديثك عن المستويات، هل تلخصون محطات ومراحل نضال الامام الخميني التي قادت الى نجاح مشروعه ونجاح ثورته الاسلامية؟
الرميمة: كما قلت ان الامام الخميني كان موسوعة بذاته، فقد ألّف 40 كتاباً طيلة سنين عمره المديد، وكان وثيق الصلة بالفلسفة وبالتصوف، ومن الاشياء اللافتة انه ادخل الفلسفة والمنطق وجعلها مقررات رئيسية في الحوزات العلمية، وتعتبر هذه استنارة التي رآها انها من وظائف الفقيه او ولاية الفقيه، بمعنى انه ليست مهمة ادارية فقط وانما هي مهمة تنويرية بالنسبة للشعب، وهذا ما حصل في ايران.
يمكن مقارنة ما كان حاصلاً في ايران سواء على المستوى الشعبي والرسمي والثقافي، وما حصل بعد مجيء الامام الخميني وقيام الثورة الاسلامية.
المحطات السياسية الهامة في حياة الامام الخميني كانت في عام 1944 بعدما كتب كتاب "كشف الاسرار" تحدث فيه عن المظالم التي حدثت في العشرين عاماً الاولى من حكم محمد رضا بهلوي، واحدث هذا الكتاب ضجة حينها، لانه لم يتجرأ رجال الدين بالوقوف امام حاكم طاغية، لانهم كانوا ينتظرون عودة الامام المنتظر واعلان الثورة تحت راية المهدي، فأتت فكرة نيابة الامام الغائب من خلال ولاية الفقيه، لتشكل كما قلنا قطيعة ابيستمولوجية احدثت شرخاً في الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي، كما كانت نظرية ديكارت في الفلسفة وهي نظرية في السياسة وفي الفقه.
الشيء اللافت في حياة الامام الخميني انه جمع بين العرفان وبين السياسة، ومعنى ذلك ان حديثه عن ولاية الفقيه ليست بعيدة عن حديثه عن العرفان وعن الانسان الكامل لدى كتاب ابن عربي.
العالم: اذا ما تحدثنا عن الاسس والمبادئ التي استند عليها الامام الخميني في ثورته الاسلامية، استمرت هذه الاسس كمبادئ تنتهجها الجمهورية الاسلامية في ايران حتى اليوم، كيف تقرأون هذا الجانب؟
الرميمة: بالطبع، ان الاساس الاهم للثورة التي قادها الامام الخميني كما قلنا هي اتيانه بفكرة نيابة الفقيه عن الامام الغائب والتي هي ولاية الفقيه، بمعنى ان الفقيه الذي يصل الى هذه المرتبة ليس فقيهاً عادياً وانما فقيهاً ملمّاً بكل علوم عصره، ومن ضمنها إلمامه بالفلسفة باعتبارها أمّ العلوم، وكذلك الإلمام بالرياضيات والطبيعيات وعلم الاخلاق وعلم الاجتماع البشري وعلم النفس، وايضاً الالمام بالتصوف. فالتصوف له علاقة وثيقة بنظرية ولاية الفقيه، بمعنى ان دراسة واهتمام الامام الخميني بكتاب الانسان الكامل لإبن عربي وتجليات عبدالكريم الكيلي، جعلته يربط بين ولاية الفقيه والانسان الكامل، حيث يقول ابن عربي عن الانسان الكامل "ان الرسول النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم"، والانبياء هم اناس كاملين".
ان ابن عربي تحدث عن انتهاء الرسالة وبدء الولاية (اولياء الله)، الولاية هنا اخذ مفهومها الامام الخميني من خلال نيابة الامام الفقيه، بعد وفاة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" وانتهاء الرسالة وفتح باب الولاية، (ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
والولاية هنا بالتأكيد ولاية اصطفائية واختيارية من الله سبحانه وتعالى، يرى الامام الخميني بانها ضرورية. ولكي تقود امّة يجب ان يكون هناك امام ملّم بجميع التفاصيل الحياتية وله علاقة بالتصوف وبالقضايا الفقهية التقليدية المعاصرة.
العالم: اذا ما تحدثنا عن المبادئ والاسس التي ارساها الامام الخميني، كيف بات موقع ايران اليوم برأيكم بعد اكثر من ثلاثة عقود من رحيل الامام الخميني وبعد قرابة 44 عاماً على اعلان الثورة الاسلامية، المشروع الذي صنعه الامام الخميني كجمهورية اسلامية، كيف بات الآن؟
الرميمة: ان من يقرأ كتاب "ايران من الداخل" لفهمي هويدي، او كتاب "المدافع" لآية الله محمد حسن هيكلي، يمكن ان يجد وجه المقارنة للنقلة النوعية التي احدثها الامام الخميني على المستوى الفقهي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحتى على كل المستويات.
نحن نعلم ان ايران كانت دولة تشبه تركيا حالياً، كانت دولة أقرب الى العلمانية، ولذا وقف الامام الخميني "قدس سره" سداً منيعاً امام حركة العلمنة التي قادها محمد رضا بهلوي في عام 1963 عندما اراد ان يغير قائمة الانتخابات على سبيل المثال، بان يشطب شرط الاسلام في المرشح وفي الناخب، وعدم شرط القسم على القرآن الكريم للفائزين، وقف له الامام الراحل بالمرصاد، وحرّك المظاهرات في قم وفي طهران حتى تراجع الشاه عن هذا القانون.
ان الامام الخميني عاش 15 عاماً منفياً لان الشاه لم يستطع استمرار حبسه اكثر من 10 اشهر، بعدما اطلق سراحه 1963 سراحه تحت الضغط الشعبي. ايضاً الامام الخميني وقف امام قرار الشاه بمنح الحصانة للسياسيين والعسكريين والخبراء المتعاملين مع الولايات المتحدة الامريكية.
النقلة النوعية كما قلنا، جعلت من ايران بعد الثورة الاسلامية لها كيان، قادها شخص يمتلك مشروعاً لنقل ايران من التبعية للغرب، حيث كان محمد رضا بهلوي يسمى شرطي المنطقة. المفارقة ان العدو الصهيوني وامريكا لم يتحدثوا من ان هنالك خطرا شيعيا في ذلك الوقت، لان بهلوي كان شيعياً، ولكنه كان تابعاً للكيان الصهيوني ولامريكا.
العالم: تحدثت عن تغيّر في واقع ايران الثقافي السياسي الاجتماعي...هل لنا ان نعرف منک ما هي نقاط التغير الان؟
الرميمة: طبعاً کما قلنا، الاجندة التي کانت تدار بها ايران في زمن الشاه، کانت اجندة غربية بامتياز، کانت اجندة امبريالية وکان الشاه يحقق مصالح الولايات المتحدة الاميرکية ويحقق مصالح بريطانيا والدول الغربية في المنطقة فلذلک کان يسمی الخليج الفارسي لم يکن هناک حديث عن الخطر الشيعي. للعلم والافادة، کل الحروب التي خاضها العدو الصهيوني الغاصب المؤقت حينها کانت حروب ممولة ببترول ايراني. کانت هناک علاقات بين الکيان الصهيوني وايران وکانت ايران، هي الدولة الثانية بعد ترکيا التي اقامت علاقات مع دولة الکيان الصهيوني الغاصب حينها في عهد الشاه محمد رضا بهلوي. کان البترول الايراني يورد الی الکيان الصهيوني عبر خط الی حيفا. کذلک کان هناک سفارة للکيان الصهيوني الغاصب في طهران واکبر سفارة في العالم کانت للولايات المتحدة الاميرکية في طهران. کان اهتمام الشاه بتحقيق مصالح الامبريالية الرأسمالية الغربية. لم يکن يهتم بقضايا الشعب الايراني ولابالقضايا الاسلامية. النقلة النوعية بعد ما جاء الامام الخميني رحمة الله عليه، کانت استبدال السفارة الصهيونية حينها الی سفارة لدولة فلسطين علی المستوی السياسي وکانت ايران اول دولة تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتعطيها سفارة. وبدأت تتحدث ملامح النهضة الاجتماعية والاقتصادية والزراعية والعسکرية من أيام الثورة الاسلامية اصبحت ايران لم تعد تابعة، بل أصبحت تمثل قيمة في المنطقة والاقليم وأيضاً اعطت ثقل للدول الاسلامية فلذلک تم الحديث عن تصدير الثورة الاسلامية والتخويف بتصدير الثورة الاسلامية وتم الحديث عن الخطر الشيعي لان النظام الذي اتي به الخميني أصبح نظاماً مناصراً للقضية الفلسطينية والقضايا العربية والاسلامية ولم يعد تابعاً للامبريالية الأميرکية والصهيونية کما کان في زمن محمد رضا شاه بهلوي.
العالم: نعم. تحدثت انت الان عن فکرة تصدير مشروع الثورة الايرانية وتاثير هذه المبادئ للثورة الاسلامية في ايران کان لها تأثير علی کثير من البلدان وامتدت فکرة الثورة الی عدد من الشعوب. ما سر هذا الامتداد وهذا الانتشار لفکرة الثورة الاسلامية في ايران؟
الرميمة: الثورة الاسلامية الايرانية کانت من ضمن ثلاث ثورات علی مستوی العالم، يعني ثورات حقيقية ومؤثرة علی مستوی العالم، الثورة البلشفية والثورة الصينية والثورة الايرانية وتقاس صدقية أي ثورة بعدم رضی دول المحيط عنها وايضاً عدم رضی الدول الغربية والامبريالية عنها. يعني کل ثورة حقيقية يجب ان لاترضی عنها الدول الامبريالية. کما حدث في ايام الثورة الفرنسية فالدول المحيطة کألمانيا والنمسا وکل الجمهوريات المحيطة بفرنسا لم تکن راضية عن الثورة الفرنسية وهذا ايضاً ما حدث في الثورة البلشفية وفي الثورة الصينية. هذا التوجس او هذا الحذر وعدم الرضی من دول المنطقة ومن الدول الاستکبارية حينها الولايات المتحدة وبريطانيا والمنظومة الغربية لانهم لاحظوا ان هناک نقلة نوعية يعني لم تعد ايران تابعة للامبريالية واصبحت دولة لديها مشروع يهتم بقضايا العرب والمسلمين بخصوص. هناک قائد ملهم وقيادة ملهمة. يعني نحن نعرف ان غورباتشوف يزور سنوياً قبر الامام الخميني رحمة الله عليه وکان من ضمن کتب الامام الخميني رسالة الی غورباتشوف وهو من نقل مصطلح الانسان الکامل من التصوف الاسلامي الی العالم الغربي واصبح المصطلح معروف بفضل الامام الخميني رحمة الله عليه.
العالم: في ظل الحديث ان مبادئ الثورة الايرانية لم تقتصر علی جغرافيا ايران فقط يعني هنالک الان هذه المبادئ باتت تتجلی اليوم هناک ما بات يعرف بمحور المقاومة بشکل خاص وايضاً لهذه الثورة انصار. اهمية ان تکون ايران قائدة لهذا المحور واهمية مشروع هذا المحور الان..
الرميمة: کما قلنا عن النقلة النوعية، الثورة الاسلامية في ايران أتت بعد اتفاقية کامب ديفيد، هذه الاتفاقية قزّمت القضية الفلسطينية والقومية العربية وأصبح الحديث عن القضية الفلسطينية هامشاً وليس متناً الثورة الاسلامية اعادة الزخم في الحدث عن القضية الفلسطينية وجعلتها قضية مرکزية ودعمت المقاومة اللبنانية في لبنان عام 82 وساهمت في انشاء حزب الله في العمليات ضد الکيان الصهيوني الغاصب وايضاً ضد الاميرکيين. ايضاً ايران استطاعت ان تقف مع الشعوب المغلوبة علی أمرها والشعوب الضعيفة ضد الاستکبار العالمي.
نحن نعرف ان الامام الخميني رحمة الله عليه هو من اطلق علی امريکا، الشيطان الاکبر وأطلق حينها علی الاتحاد السوفيتي الشيطان الاصغر بمعنی ان الامام الخميني کان يری حينها ان ايمان المؤمن الحقيقي لا يتأتی الا من خلال الکفر بکل طاغوت وبکل طغيان سواء کان طغياناً عسکرياً او اقتصادياً او سياسياً او حتی فکرياً او ايديولوجياً وبالتالي لان الله يقول فمن يکفر بالطاغوت ويؤمن بالله؛ فالطاغوت کانت حينها امريکا ولاتزال الی الان فلذلک کثير من الشعوب المستعمرة والشعوب المغلوبة علی أمرها في امريکا الجنوبية، في افريقيا في شرق اسيا تعتبر الامام الخميني قائد ملهم مثله مثل تشي جيفارا في امريکا الجنوبية وکثير من الشخصيات التي قادت الثورات العالمية يکفيك ما قلت ان العلاقة أو المراسلات التي کانت بين غورباتشوف وللعلم انه کان قارئاً للحرکة السياسية والتأريخية والعالمية بأنه تنبأ بسقوط الاشتراکية وهذا من الاشياء التي لاحظها غورباتشوف علی وجه العموم من الاشياء التي تجعله يزور قبر الامام سنوياً لانه کانت هناک مراسلات معروفة بينهما تتحدث عن اسس الحکم الصحيح بعيداً عن النظرية الاشتراکية التي اثبتت فشلها کما فشلت وتنبأ ذلك الامام الخميني وهذه کانت من المحطات الهامة التي جعلت الخارج والغرب ينظر الی فکر الامام الخميني باعتباره کما قلنا قائد ثورة مجدد فقيه مثله مثل تشي جيفارا و غاندي لانه کان متميزاً بالنسبة للجميع لانه کان علی رأس السلطة ورغم ذلک کان ذلک الانسان المتواضع الانسان الذي لم تغيره السلطة بل هو غير السلطة من الأسوء الی الاحسن ومن التطرف العلماني والرأسمالي الی الاعتدال والوسطية الاسلامية.
العالم: نعم دكتور الرميمة وفي اطار حديثك السابق تحدثت عن انه كان من مبادئ ثورة الامام الخميني الدفاع عن المقدسات والقضية الفلسطينية تحديدا، برايكم ما الذي يمثله محافظة ايران منذ الثورة وحتى اليوم على هذه الثوابت وهو الدفاع عن القضية الفلسطينية؟
الرميمة: الامام الخميني (قده) جعل من تحرير القدس جزء ضمه الى الدستور الايراني حيث جعل من القومية والهوية الايرانية الدفاع عن القدس والمقدسات عموما وتحرير القدس ايضا، يوم القدس العالمي هو الذي دعا اليه الامام الخميني وهناك الكثير من المحطات الهامة لمناصرة القضية الفلسطينية والقضايا العربية وقضايا شعوب العالم الثالث ناصرها الامام الخميني، لا ننسى ان الحرب العراقية الايرانية كانت حربا امريكية غربية خليجية (دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي) وطرفها العراق حيث كان العراق بيدق ومسرحا لتلك الحرب لاضعاف الثورة الاسلامية.
العالم: يعني ان الجمهورية الاسلامية في ايران ليست مواقفها الى جانب القضية الفلسطنية فقط بل وقفت الى جانب كل الشعوب المستضعفة وواجهت مظلومية هذه الشعوب كما هو الحال في عراق وسوريا ولبنان واليمن.
الرميمة: الان وعلى سبيل المثال عندما حاصر الامريكان فنزويلا وقطعوا عنها النفط ومواد التكرير لم يساعد فنزويلا ويرسل لها النفط سوى جمهورية الاسلامية الايرانية وهكذا فعلت مع سوريا والعراق ابان سيطرة الدواعش على الموصل عام 2014 وهكذا ايضا تفعل مع اليمن، لان الوقوف مع الشعوب المستضعفة ضد الطاغوت الشيطان الاكبر امريكا جزء من الهوية التي ارساها الامام الخميني رحمه الله وجعلها هوية اسلامية تتمثل في ولاية الفقيه ، لان ولاية الفقيه ترتبط بتدبير معيشة الناس وتنويرهم ومن ضمن التنوير ان تعرف عدوك الحقيقي والا وهو العدو الامريكي الصهيوني.
العالم: نتيجة مواقف الجمهورية الاسلامية ومبادئ هذه ثورة الاسلامية واجهت ايران ولازالت حتى اليوم تواجه الكثير من المواقف العدائية وتحديدا من الدول الغربية ودول اقليمية ايضا .. برايكم لماذا وكيف تقيمون حجم هذه الاعمال العدائية ضد ايران ومشروع ايران؟
الرميمة: حوربت الثورة الاسلامية منذ اليوم الاول لقيامها في 10 فبراير، الحرب التي شنتها العراق بقيادة صدام حسين رجل امريكا حينها الحرب الظالمة التي بعد 8 سنوات كان الامام الخميني يقول للخليجين (دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي) سينتهي صدام وسيعود اليكم وتحققت نبوئته عام 90. لان الثورة الاسلامية كانت ثورة حقيقية غرضها نهضة الشعب الايراني والشعوب المستضعفة في المنطقة والعالم اجمع وقفت ضدها الامبريالية الامريكية والغربية بمساعدة دول الخليج (دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي) لانها مولت تلك الحرب، ويقاس صدقية اي ثورة واي مشروع فكري بموقف الغرب الاستعماري والكيان الوظيفي من تلك الثورة ومن ذلك المشروع الفكري وهو ما حدث مع الثورة الاسلامية والمشروع الذي اتى به الامام الخميني (قده).
العالم: ولذلك مازالت تواجه هذه المؤامرة ضدها وتواجه هذا الحصار المفروض.
الرميمة: نعم حضار مفروض على ايران لكن ذلك الحصار جعل من ايران دولة متقدمة وراقية بكل المقايس في غضون الايام الماضية اعلنت ايران عن صناعة قمر صناعي ايراني 100% سواء بالادوات او الخبراء ، فالانجازات العلمية الايرانية على المستوى الاقتصادي والسياسي فايران الان يحسب لها الف حساب من الدول التي تقف في وجه المشروع الامبريالي الامريكي.
العالم: ذلك الى جانب قوة التسليح والجانب العسكري
الرميمة: بالطبع قوة التسليح والجانب العسكري في صناعة الغواصات والصواريخ والنانو فهي من الدول المتقدمة ، حتى في الحروب الالكترونية والسيبرانية ايران يشار اليها بالبنان. لان القيادة الملهمة التي اتت بمشروع حقيقي، الهجمة الغربية والحصار الغربي كان مؤثرا على الشعب الايراني ولكنه حافزا ايضا من هذا العشب ليعتمد على نفسه من كل النواحي.
العالم: ادركني الوقت لكن دلي تساؤول اخير وباختصار ان امكن، كيف تنظرون الان الى مستقبل ايران وثورتها الاسلامية في ظل مواجهة كل هذه الاعمال العدائية وهذه المشاريع المناهضة لها، ما مدى امكانية صمود ومقاومة لهذه المشاريع؟
الرميمة: طبعا اثبتت ايران كما قولنا طيلة 44 عام ان الثورة الحقيقة الثورة الاسلامية ولدت لتبقى ولتنمو وتكبر، فالقفذات النوعية التي حققتها ايران طيلة 44 عام سواء على المستوى الايراني او حتى على مستوى حركات المقاومة الان حركات المقاومة في فلسطين على سبيل المثال اصبح العدو الصهيوني يحسب لها الف حساب بفعل الدعم الايراني المادي والمعنوي والتسليحي ايضا وحزب الله في لبنان ايضا اصبح على مفارق قوة اقليمية وليست محلية بل قوة اقليمية، وحركة انصار الله في اليمن كذلك، وبالتالي مستقبل ايران اعتقد ان ايران ستقود حلفا مع الصين وروسيا وسيشكلون قطبا في المستقبل يوازي القطب الامريكي، الان المبادلة التجارية بين تلك الدول بالعملات المحلية هي رد للعقوبات الامريكية، روسيا تستفيد الان من تملص ايران من اجراءت الحظر الامريكية وتحاول ان تطبقها، العقود التي وقعت بين ايران والصين لمدة 25 عام ستشكل قفزة نوعية على المستوى العلمي والاقتصادي والاجتماعي، كما قلنا ان ولاية الفقيه اثبتت اثرها على المجتمع الايراني في كل النواحي السياسية ولاقتصادية والعسكرية والعلمية وايضا على المستوى المحلي والاقليمي والدولي . ايران اصبحت لاعبا دوليا شاء من شاء وابى من ابى.
العالم: نعم دكتور، اتضحت الصورة شكرا لكم على اتاحة هذه الفرصة، وصلنا الى ختام هذا الحوار ، شكرا لك والشكر كذلك موصول لمشاهدينا لمتابعة هذا الحوار الخاص بذكرى رحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني (قدس سره).
تصنيف :
كلمات دليلية :