من طهران ۰۹--خاندوزی --۱۴۰۲-۲-۲۷

Alalam 2 views

في لقاء حصري مع قناة العالم...

خاندوزي يكشف آفاق إتفاق إستئناف العلاقات الإيرانية السعودية

أكد وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي إستعداد إيران لاستضافة الشركات السعودية واستقبالها من أجل التعرف على إمكانات البلاد والاستثمار في مجالات التقنيات المرموقة التي تمتلكها إيران والتي تمكنت من الحصول عليها بقدراتها الذاتية رغم الحظر المفروض عليها.

العالممن طهران

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته قناة العالم مع وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي في برنامج "من طهران":

العالم : ما هو الهدف من زيارتكم كأول مسؤول إيراني كبير إلى السعودية بعد الاتفاق بين طهران والرياض؟

خاندوزي: الهدف الرئيسي هو المشاركة في الاجتماع السنوي للبنك الإسلامي للتنمية الذي عقد هذا العام في جدة، كما تعلمون، فإن البنك الإسلامي للتنمية هو أهم مؤسسة مالية في الدول الإسلامية، وجمهورية إيران الإسلامية هي واحدة من مؤسسي البنك الإسلامي للتنمية وثالث أكبر مساهم فيه، وقد تمكنا خلال السنوات الماضية من تحديد تفاعلات جيدة للغاية ومشاريع استثمارية جيدة للغاية مع البنك.

على هامش هذا الاجتماع ، وبما أنني كنت أول مسؤول حكومي إيراني يزور السعودية بعد عودة العلاقات السياسية بين البلدين، فقد انتهزت الفرصة لفتح مفاوضات اقتصادية مع نظيري السعودي، بالطبع وعلى هامش القمة، عقدت اجتماعات ومفاوضات ثنائية مع وزراء اقتصاديين آخرين في الدول الإسلامية، لكن ربما لم يكن أي منهم مساوٍ من حيث الاهمية لاجتماعي مع وزير الاقتصاد السعودي ، والذي يبدو أنه فتح فصلا جيدا جدا في هذا الاجتماع.

العالم : كانت لكم لقاءات مع المسؤولين السعوديين، حدثونا عن إنجازات هذه المحادثات.

خاندوزي : قبل الحديث عن إنجازات المفاوضات، دعوني اوضح بإيجاز السياق والأوضاع الاقتصادية التي كنا نواجهها، كانت الظروف التي تسلمتها الحكومة الجديدة ظروفا مرهقة، كنا ولا نزال نتعرض لحظر مالي وتجاري ومصرفي شديد الخطورة على مدى السنوات الخمس الماضية. حاولت الحكومة الجديدة والفريق الاقتصادي للحكومة، وأنا أحد أعضائه، التغلب على بعض هذه الصعوبات الاقتصادية والاختناقات خلال العام ونصف الماضي.

اليوم، حيث أتحدث إليكم، أعدنا جزءا كبيرا من صادراتنا النفطية المفقودة إلى ما كانت عليه خلال السنوات السابقة. كما أن صادرات إيران غير النفطية في عام 2020 و 2022 هي أعلى كمية لصادراتنا غير النفطية في السنوات الماضية. قضايا الميزانية والتمويل للحكومة وعجز الموازنة الذي كانت تواجهه الحكومة، والحمد لله، قد تقلصت بشكل كبير بفعل السياسات التي اتخذناها، والوضع بات تحت السيطرة بشكل كامل.

نمو الإنتاج في قطاع الصناعة والتعدين، فضلاً عن خلق فرص العمل والحد من البطالة في البلاد، بعد الجهود التي بذلت خلال العام ونصف العام الماضيين، في ظروف جيدة نسبيا. بالطبع، لا تزال هناك قضية مهمة مطروحة على طاولة صناع السياسة الإيرانية، وهي قضية التضخم وزيادة الأسعار وإدارة سوق العملات، والتي يركز عليها البنك المركزي الإيراني ودوائر حكومية أخرى حاليا على هذا الوضع الاقتصادي.

من الإنجازات الأخرى التي تحققت في العام ونصف العام الماضيين أنه بسبب حنكة واصرار رئيس الجمهورية السيد رئيسي، تحسنت العلاقات مع الجيران كثيرا مقارنة بما كانت عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام، ليس فقط في مجال التبادلات الدبلوماسية ولكن أيضا في عضوية إيران في الاتفاقيات الإقليمية والآسيوية وأيضا حول الإنجازات الاقتصادية ومقدار تجارتنا مع الدول المجاورة وسياسة الجوار، وسياسة العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين مثل روسيا والصين أدت إلى زيادة حجم تجارتنا مع هذه الدول، وزاد الاستثمار على قطاع التجارة، واليوم دخلنا مرحلة ابرام عقود الاستثمار.

في مثل هذه الطروف، وخلال المفاوضات التي أجريتها مع الجانب السعودي، تم طرح موضوعات التجارة والاستثمار والتفاعلات الدولية مع وزير الاقتصاد السعودي. بالطبع، من السابق لأوانه الحديث عن الإنجازات الاقتصادية للبلدين اللذين كان لهما اتصال ضئيل للغاية مع بعضهما البعض خلال السنوات الثماني الماضية، لكننا في هذا الاجتماع، اقترحنا خارطة طريق للتفاعلات الاقتصادية بين البلدين، ونأمل أنه مع الترحيب الذي حظي به من قبل الجانب السعودي، بان نشهد بشكل عملي مساعدة اصدقائنا وإخواننا في هذه التفاعلات الاقتصادية على الصعيد التجاري وفي مجال الاستثمارات المشتركة لتؤتي ثمارها ويمكننا أن نشهد نتائجها العملية.

العالم : هل تم اتخاذ إجراءات للاجتماعات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في المستقبل القريب، وهل هناك حديث عن إعادة فتح السفارتين في البلدين؟

خاندوزي : نعم ، وزارتا الخارجية الإيرانية والسعودية تبحثان بسرعة عن إمكانية إعادة فتح سفارتي الجانبين في طهران والرياض على المدى القصير، كما سيتم تفعيل القنصلية الإيرانية في جدة بعد فترة وجيزة من افتتاح السفارة. في مجال العلاقات غير الدبلوماسية، اقترحت في الاجتماع على وزير الاقتصاد السعودي أن تسافر وفود من القطاع الخاص الإيراني، أي مدراء الشركات الكبرى، إلى المملكة العربية السعودية، وسنشهد قريباً زيارة وفود من القطاع الخاص الإيراني، أي مدراء شركات إيرانية كبرى الى السعودية، ونحن مستعدون لاستضافة الشركات السعودية واستقبالها في إيران من أجل التعرف على إمكانات البلاد والاستثمار في مجالات التقنيات المرموقة التي تمتلكها إيران والتي تمكنت من الحصول عليها بقدراتها الذاتية رغم الحظر المفروض عليها.

نحن جاهزون لاستقبال الوفود السعودية، ونامل انه بحلول نهاية الصيف، سنكون قادرين على بدء ليس فقط التفاعل بين القطاعات الحكومية، ولكن أيضا التفاعل بين الشركات الخاصة في البلدين. على صعيد التفاعلات الاقتصادية بين الحكومتين، فإن الموضوع الذي اتفقنا عليه أنا ونظيري السعودي في الاجتماع هو المشاريع الاستثمارية في مجالات النفط والغاز، والتي تعد من منافع الاقتصاد الإيراني والسعودي، إن شاء الله في هذا المجال ووفقا للمفاوضات التي أجريتها مع وزير النفط الإيراني، بعد الزيارة ستتكثف العلاقات بين البلدين حتى نتمكن من استخدام هذه القدرة الاستثمارية المشتركة. وبالطبع، كان موضوع الرحلات الجوية بين البلدين ومسألة تمويل الحج والحجاج الإيرانيين أثناء الحج من القضايا الأخرى التي تم التطرق إليها في هذا الاجتماع.

 

العالم : خلال هذه الزيارة ألقيتم جانبا من كلمتكم باللغة العربية حيث لاقت ترحيبا من قبل السعوديين، ماذا كانت رسالتكم؟

خاندوزي : اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ويتعلم الطلاب الإيرانيون القرآن واللغة العربية في المدارس، لأن أفضل وسيلة في رأينا لنقل رسالتنا إلى الدول الشقيقة والدول الإسلامية الأخرى هي، استخدام لغة القرآن، وباعتبار أن الاجتماع هو اجتماع بنك التنمية للدول الإسلامية والمضيف هو المملكة العربية السعودية في جدة ، فرايت لزاما عليّ ان استخدام اللغة المشتركة للدول الإسلامية وهي اللغة العربية الحلوة. وعقب الاجتماع، أعرب العديد من وزراء الاقتصاد عن امتنانهم للقاء ايران كلمتها باللغة العربية.

 

العالم : تبنت الحكومة الجديدة برئاسة السيد إبراهيم رئيسي سياسة التعاون مع دول الجوار وخاصة الدول العربية، ما مدى تأثير هذا التعاون على الاقتصاد الإيراني؟

خاندوزي : في الحقيقة أن تأكيد السيد رئيس الجمهورية على سياسة الجوار وتوسيع التعاون الإقليمي يجب أن يكون أولوية في السياسة الخارجية للبلاد، ويجب أن نتحرك باتجاه استخدام قدرة الدبلوماسية الاقتصادية وهذ الخطوة هي التي اكدنا عليها منذ بدء عمل الحكومة الجديدة ولحد الان وهي متواصلة. برأينا، هذه السياسة هي سياسة مربحة للجانبين ليس فقط للاقتصاد الإيراني، ولكن أيضا لزملائنا في المنطقة والبلدان المجاورة لنا والدول الإسلامية ودول الشرق الأوسط ، انها سياسة (رابح – رابح) مما يعني نها توفر مصالح الاقتصاد الإيراني ومصالح اقتصاد المنطقة.

أصر على حقيقة أنه بالنظر إلى أننا نتحدث في ظروف وصل تأثير القوى الأجنبية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ سنوات عديدة إلى أدنى مستوى اليوم، وتلك القوى الأجنبية ضعفت وأصبحت أضعف وأضعف، فان هذه الفرصة باتت متاحة أكثر مما كان عليه خلال السنوات لنستفيد اقتصاديا من التفاعلات مع دول المنطقة والدول الإسلامية، وهذا الأمر يتطلب الإرادة السياسية الجادة للدول، وحكومتنا خلال عام ونصف العام الماضي أظهرت أنها جادة وتصر على هذه الاستراتيجية في تعاملاتها. كما دعمت لسنوات حركات المقاومة الفلسطينية وواصلت هذه السياسة بثبات.

حتى الآن، فيما يتعلق بفوائد الدبلوماسية الاقتصادية، فإن تركيز السيد الرئيس هو أننا يجب أن نعوض بسرعة عن التخلف الذي حدث في السنوات الماضية وأن نذهب لمشاريع مشتركة من شأنها أن تؤدي إلى التعزيز الاقتصادي لدول المنطقة، كما تعلمون وعلي على سبيل المثال، إذا نجحت المملكة العربية السعودية في سياسة التصحر، فسنرى فوائدها في الحد من تلوث مدن إيران والعراق، وكذلك إذا أصبحت دول المنطقة قوية.

على سبيل المثال، إيران في مجال استخدام التقنيات الحيوية والطب وتكنولوجيا النانو، وفي مجال الهواء والفضاء وبناء المعدات لمحطات الطاقة ومجالات اخرى من هذا القبيل، اكتسبت قدرات تقنية جيدة في ظروف الحظر ويمكننا وضعها في متناول إخواننا في المنطقة لكي تصبح المنطقة قوية، فالدولة القوية في منطقة هي الدولة القادرة على ايجاد تغييرات جيو سياسية، وتمكّن الدول الإسلامية من لعب دور في المجالات الاقتصادية والسياسية الدولية بقوة تفاوضية أعلى.

العالم : هل لديكم خطط محددة لجذب أموال من دول عربية الى داخل إيران؟

خاندوزي : نحن في مجال جذب الاستثمار الأجنبي إلى إيران وكذلك المساعدة في مجال الاستثمار خارج إيران، بما يصب في مصلحة المنطقة بأكملها، لدينا مقترحات محددة وجيدة للغاية أثيرت في اجتماعي مع وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة على هامش قمة جدة، حددنا الجهات الفردية التي يمكن أن تنتهي بسرعة من هذه المشاريع المشتركة.

وكذلك في الاجتماع مع وزير الاقتصاد العماني ونظرا الى الزيارة المرتقبة لسلطان عمان إلى إيران، تم تعيين مشاريع محددة يجب متابعتها بين إيران ودول المنطقة مرة أخرى، اما بالنسبة للعلاقة الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية فالوضع هو نفسه، فقد عرضنا إمكانياتنا وقائمة إمكانياتنا التجارية وقائمة قدراتنا في مجال نقل التكنولوجيا للمشاريع المشتركة شفهيا في اللقاء، وسنرسلها كتيا إلى السعودية، ونأمل بنفس مستوى الإرادة من الجانب السعودي ونشهد فصلا جديدا في العلاقات الاقتصادية بين إيران والسعودية ودول أخرى في المنطقة.

العالم : كيف تقيمون العلاقات الاقتصادية بين إيران وسوريا، وما هي المواضيع ذات الاولوية برأيكم ؟

خاندوزي : رغم أنه لا بد من الإقرار بأن زيارة السيد رئيسي إلى دمشق كانت تحمل رسائل سياسية واضحة سمعتها آذان المنطقة والعالم، لكن بصفتي وزير الاقتصاد ومرافقه في هذه الزيارة، أود أن ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن جزءا مهما من المفاوضات بين السيد رئيسي والسيد بشار الأسد ركز على القضايا الاقتصادية البحتة لإيران وسوريا، ويبدو أنه بالنظر إلى أن يجب تهنئة أهل ذلك البلد والمنطقة على نجاحهم في ميدان المعركة العسكرية والتغلب على مصاعب الحرب إلى حد كبير، فان القضية الاقتصادية لازالت بداية الطريق، يعني ان نهاية حقبة الحرب العسكرية، هي بداية مرحلة التفاعلات الاقتصادية بين إيران وسوريا.

في اللحظات الأخيرة عندما كان السيد الرئيس يغادر دمشق والرئيس بشار الأسد حظر إلى المطار ، كنت هناك لأشهد أن معظم النقاط التي أثيرت بين الرئيسين كانت تتعلق بمشاريع اقتصادية محددة ينبغي استئنافها بين إيران وسوريا. ويجب الاعتراف بأن لدينا الكثير من الأعمال المتراكمة في هذا المجال ونحتاج إلى تعويض تراكم الأعمال لدينا بسرعة كبيرة. بعض هذه المشاريع الاقتصادية تتعلق بوزارتنا وقمت بمتابعة تلك الحالات بعد الزيارة سواء في مجال التأمينات والمصارف والجمارك، وقد أجرينا مراسلات سريعة وعاجلة للغاية مع الجانب السوري بعد الزيارة.

ويسعدني أن أخبركم هنا أنه ربما لم يتم ذكرها في وسائل الإعلام حتى الآن، إلا أن الجانب السوري ايضا يتابع الموضوع بصرامة لجني ثمار النتائج الاقتصادية للزيارة. بسبب الفرص الاستثمارية الجيدة المتوفرة لبلدنا وللمصدرين الإيرانيين، قبل يومين طلب مني وزير الاقتصاد السوري مرة أخرى إرسال آخر حالة المتابعة بعد زيارة السيد رئيسي لمسؤولي البلدين في أسرع وقت ممكن. كل هذه المتابعات الجادة والمستمرة تشير إلى رغبة البلدين ووجود ارادة جدية للوصول إلى مرحلة المنافع الاقتصادية للبلدين في أسرع وقت ممكن.

العالم : هل هناك خطط واضحة لبناء خط سكة حديد إيران - سوريا؟

خاندوزي : خلال زيارة السيد رئيسي إلى سوريا، ونظرا إلى إثارة عدة قضايا اقتصادية بين الرئيسين، عُهد بمتابعة كل منهما إلى الوزارات المختصة، ومسألة خط السكة الحديد، وكذلك مجال الترانزيت بين إيران وسوريا ، وبالنظر إلى أن رئيس اللجنة الاقتصادية الإيرانية - السورية هو وزير الطرق والتنمية الحضرية من الجانب الإيراني، والمسؤول عن شؤون السكك الحديدية والعبور والمواصلات، فقد الزم بشكل خاص بمتابعة هذه المشاريع بسرعة، وآمل بان يتم قريبا نقل أخبار بدء المشاريع لوسائل الإعلام.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

تصنيف :

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دليلية :

 

 

 

 

 

 

 

 

Add Comments